إذا ما حصل لمَن استفادوا من حافز لعامٍ وأُبعدوا عنه لهذا العام سيكرّر نفسه مع مَن هُم تحت مظلته العظيمة لاثني عشر شهراً قادمة.. وستكرُّ حبّات المسبحة وهلمَّ جرّا بلا أي نتائج حقيقية للمستفيدين وللمجتمع.. والسؤال المشروع هنا: ما الذي جنيناه من حافز واستنزاف هذه الأموال من خزينة الدولة؟؟! بطبيعة الحال في ظل ما بين أيدينا لا شيء.. هل الموارد البشرية - حرسها الله - نفذّت برنامجاً صمّمته لها دار خبرة عظيمة في البلد كخريطة طريقٍ وطبّقته بحذافيره وأوصلتنا وأوصلت البلد إلى هذا الجدار الفولاذي المُميت الذي لا يعكس - في نظري - رغبة ولي الأمر في رؤية المواطن محل الوافد ومنتج ودخله يصرف في اقتصاد بلاده؟ حافز إذاً بوضعه الراهن لا جدوى له، ووجوده مثل عدمه، إذ هو لا يملك الرؤية ولا خريطة الطريق المنتجة لمئات الألوف من كوادر وطنية من الجنسيْن بحاجةٍ إلى فرص عملٍ؛ لتسهم في نمو مجتمعها وتحقق ذاتها وتعيش مثل أيِّ مواطنٍ بكرامةٍ وتشعر بقيمتها في بلدها، خاصةً إذا أخذنا في الحسبان أن ما يقارب 150000 مواطن ومواطنة قريباً سيكونون بيننا بحثاً عن فرص عملٍ بعد عودتهم من البعثات.. قناعتي أن جهاز الموارد البشرية لا يملك أكثر مما قدّم، وعلينا أن نجهز أنفسنا للأسوأ إذا لم نعد هيكلة تفكير ورؤية هذا الجهاز بأسرع ما يمكن بحيث يكون أكثر من مجرد متلقٍ بسيطٍ لعروضٍ وظيفيةٍ معظمها لا يخدم لا المستفيد ولا تأهيله ولا يفي بغرض الإحلال المنتج للمواطن محل الوافد في وظائف فنية وإدارية وحاسوبية وبرمجية وتقنية تعج بها مصانع وشركات ومدن اقتصادية قيد التشغيل.. هذا يعني ببساطة ربط هذه الإعانات ببرامج زمنية لتأهيل السعوديين والسعوديات وتطوير مهاراتهم وتنمية قدراتهم الوظيفية في بيئات العمل نفسها أو مماثلة لها بحيث ينتهي بها الحال لتحل محل الكوادر غير الوطنية بأسرع ما يمكن.. غداً أكمل.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.






http://sabq.org/pZ0aCd