المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأقربون أولى بالمعروف!


بتال بن جزاء
03-19-2013, 01:04 AM
من أقدم الأمثال العربية التي حفظناها منذ الصغر "من جد وجد، ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل". نقولها ونحن نؤمن بها بكل يقين وثقة، لكن - وللأسف الشديد - فإن الملاحظ في عصرنا الحالي اختلاف هذه المعايير بصورة واضحة تدعو للتساؤل: هل فعلاً من جد وجد؟ ولكل مجتهد نصيب؟! أم تداخلت معايير أخرى؛ لتعيد ترتيب الكفاءة بناءً عليها؟ أيُّ عدل هذا الذي يجعل شخصاً ما "أقل كفاءة" يصل إلى منصب إداري مثلاً متفوقاً على زميله صاحب الكفاءة الأفضل؟ ما الذي يجعل أشخاصاً ذوي كفاءات عليا في مراكز محدودة بينما نشاهد كثيراً أشخاصاً آخرين يتسلقون السلالم الوظيفية سريعاً؟ هل هي الواسطة كما نسميها؟ أم الحظ كما يحلو للبعض تسميته؟ أم بكل صراحة هو فساد انتشر بين البشر تحت مبررات مختلفة كالعصبية القبلية أو المذهبية أو المناطقية.. "ابن عمي.. ابن قبيلتي.. ابن مدينتي.. الخ".


أين غاب معيار العدل والكفاءة والله تعالى يقول (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) "النساء-58"، وقال سبحانه (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) "النحل- 90".


ألم يبشر الرسول - صلى الله عليه وسلم - العادلين والمقسطين في الدنيا بالفوز والفلاح يوم القيامة؟ عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ المقسطين عند الله على منابرَ من نور عن يمين الرحمن - عز وجل - وكلتا يديه يمين، الذين يَعدلون في حُكمهم وأهليهم وما وَلُّوا" صحيح مسلم.


هل عاداتنا وواجباتنا الاجتماعية تحتم علينا العمل بمعايير أخرى لم ينزل الله بها من سلطان تحت اسم: "الأقربون أولى بالمعروف"؟ متى نتجاوز هذا التفكير لنصل إلى مرحلة أن نعامل كل شخص بما يستحقه هو بناءً على كفاءته وقدراته، دون النظر إلى أي عوامل أخرى؟ هل نحتاج إلى زمن طويل حتى تعود الأمور إلى نصابها؟ والمعايير إلى واقعها المنشود؟
خاتمة: طالما نحن نفاضل ونمايز بأسماء عديدة فلا ضير في بقائنا ضمن المجتمعات النامية المتخلفة!





http://sabq.org/rg1aCd