المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "في الجبهة".. قلة أدب سقط بها رموز!!


بتال بن جزاء
03-31-2013, 11:16 AM
"تويتر" ليس محطة لصنع رموز اجتماعية جديدة وحسب، بل مقبرة رموز آخرين.. هذا ما أصبح يسكن نفسي وقناعتي منذ فترة، وصرت أسمع تأكيده أكثر من مرة، على لسان أفراد يحكّمون القيم والأخلاق قبل أن يحكِّموا العقل أو ملحقات الفكر ودلائل العلم.

لا شيء يبرر قلة الأدب.. ولا يهمني علمك أو فكرتك ما دمت تفتقر للصفاء الذاتي مع نفسك، لا شيء يبهرني فيك أيها "الرمز" ما دامت أولوياتك تتبدل حسب حظوظ نفسك.. وكيف أستر قبح الانتقام الذي تظهره ليصفق لك جماهير حزبك، أو جماعتك، أو تيارك الفكري؟

"في الجبهة".. هذا المصطلح الذي أصبح مرتعًا لقلة الموضوعية وضياع الحجة، والانحراف إلى التنكيل والفجور في الخصومة، واستخدام الجماهير وأحيانًا الفكرة في سبيل الانتصار للنفس والذات.. إلا أن ذلك جميعه يكون أهون من أن تستخدم آيات الله "أداة" لإغاظة الطرف الآخر، وهي التي أُنزلت للتقريب بين النّاس، وتدعيم الحجة بآيات هذا الدين المسالِم الذي يقبل الجميع.

أين البطولة في أن تخرق حواجز الأدب والأخلاق في أسلوب مباغت لمحاورك أو من يختلف معك؟ وأين مَوْطن النصر والفرحة في خطوةِ عارٍ أخلاقية، لطخت بها روحك وتاريخك؟ ثم واأسفاه على جماهير صنعت الحلبة وملأت المدرج، وصفّقت لقلة الأدب، واحتفت بها وتداولتها كضربة موجعة لذاك الذي اختُلف معهم.

ولنسلّم فرضًا بأن ما فعله ذلك الرمز تجاه الذي اختلف معه أنه فعلاً "بالجبهة".. ما مدى الفائدة التي نالتها الفكرة الأصلية والمختلَف عليها؟ ثم ما الحجة التي ستسجلها لنفسك من أجل تصحيح فكرتك؟ أليس من اختلف معك هو مرآتك التي تصوِّبك؟ ألم يردد الجميع يومًا "رحم الله من أهدى إليّ عيوبي"؟ أم أن العيوب هي ما جاءت مدحًا أو ممن نحب؟ أو أن التيار أولوية على الفكرة والحق؟..

فتشوا في "تويتر" يا أصحاب القيم وسترون ما يبكي من ضياع للموضوعية ومحاولة الانتصار للذات من أناس يرددون قيم السلام: الحب، والعدل، والخُلق.. ويتغنون بمحمد الأخلاق في كل جمعة.




http://sabq.org/Pg1aCd