سارقو حقوق الورثة!

[بتال بن جزاء]

بعض ضعاف النفوس يتحين الفرص لوفاة رب الأسرة للانقضاض على تركته ونهبها، ويرى أن فعله ذلك حلالٌ له، حرام على غيره!! وهناك العديد من القصص الحقيقية، أبطالها محترفون في السرقة؛ فمنهم من يعمد إلى استغلال مرض صاحب التركة فيقوم بإخفاء بعض أمواله وتحويلها إلى حسابات أخرى، وآخرون ينقلون ممتلكاتهم ببيع وشراء غير مقبوض الثمن لدى القضاء، بتزوير الحقائق، وبشهادة من ضعاف النفوس ممن يشهدون الزور على البيع، دون أن يعلموا أنهم شركاء في الجريمة، وأنهم مساءلون أمام الله، ولن يستطيعوا الكذب أو التزوير عند لقائه. ولا أعلم كيف يأكل هؤلاء الناس حقوق الآخرين من الورثة دون وجه حق، رغم الوعيد الشديد في القرآن والسنة في هذا الخصوص، وعند مواجهتهم يعتمدون على أيمان غموس أمام مَن يقوم بنصيحتهم ظناً منهم أن ذلك يؤدي إلى إقناع الآخرين، وسينجيهم من عذاب الله، وغاب عنهم حديث الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان". فكيف بمن يقتطع حقوق الآخرين بالتزوير أو باستغلال مريض لا يعي ماذا يفعل في التوقيع على بيع لم يقبض ثمنه، وبمساعدة من شركاء في التخطيط في الجريمة، سينالهم عقاب الله، ولن ينفعهم ما يقبضونه أمام دعوة مظلوم، وعد الله سبحانه بنصره؛ ففي الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "دعوة المظلوم يرفعها الله على الغمام ويقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"، وقال أيضاً كما صح عنه: "إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته".

أقول لمن ظن أنه كسب بذكائه مالاً أو عقاراً حراماً: إذا نجوتَ من العقاب في الدنيا فلن تنجو من عقاب الآخرة، بل إنك ستتمنى أن تكون عوقبت في الدنيا ليخفف الله عنك عقاب الآخرة، وقد يبقى غيرك يتمتع بأكل الحرام الذي خلفته له وأنت تعاقَب عليه في قبرك.

إن هذه المشكلة أصبحت ظاهرة في بعض المجتمعات، وتحتاج إلى توعية وتوضيح من رجال الدين والدعاة الكرام، سواء في خطب الجمعة أو غيرها، وعلى رجال القضاء عدم التسرع في إصدار صكوك شرعية لبعض الورثة قبل أن يتأكدوا من أنه لا يوجد ورثة آخرون.



http://sabq.org/Xg1aCd