المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما لا يعرفه معارضو اتفاقية السيداو!


بتال بن جزاء
04-11-2013, 07:32 PM
دعونا قبل كل شيء نتفق على أمر مهم: لا يقبل بالتوقيع على اتفاقية السيداو بكل تفاصيلها مسلم؛ لاشتمالها على بنود تخالف مسلَّمات شرعية، ولكن وفي الوقت ذاته فيها نقاط توافق روح الإسلام، بل دعت إليها أحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من الإحسان للمرأة والرفق بها، ولهذا فهي معاهدة فيها جوانب خير وشر. (السيداو CEDAW اختصار: ميثاق إزالة كل صور العنصرية ضد المرأة).

بعد الزوبعة التي أثارها مشايخ فضلاء ومحبُّون لأمن هذا البلد، والتي انطوت على تحذير من هذه المعاهدة، قرَّرت القيام ببحث سريع عن اتفاقية (السيداو) بنفسي بدلاً من توكيل آخرين بالقيام بعملية التفكير! دخلت على موقع الأمم المتحدة، ومن بعدها (السيداو) وبنود الميثاق، ولفت الانتباه قائمة الدول التي وقَّعت على الاتفاقية، ومن ضمنها السعودية، ولكن المملكة وبكل بساطة تحفَّظت على بعض بنودها، وكتبت في صفحة الأمم المتحدة ما يلي: (تحفظ: في حال كان هناك أي تعارض بين بنود المعاهدة وبين القانون الإسلامي، فإن المملكة غير ملزمة بتنفيذ تلك البنود المخالفة)، كما تحفَّظت المملكة بشكل صريح، وأنها لا توافق على المواد رقم: 2، 9، 1، 29، ولهذا لا يمكن تبرير حملة التشويه التي أثيرت مؤخراً، وما صاحبها من لغة تخوين؛ لأن أي بند يخالف دين الله، فليست السعودية مطالبة بتنفيذه.

وليس هذا استثناءً فهناك دول كثيرة جداً -مصر والكويت والعراق والبحرين وفرنسا والهند وغيرها- لها كذلك تحفُّظات على المعاهدة، فهي توافق على ما يتواءم مع مقدَّساتها ودساتيرها وثقافة مجتمعها، وترفض ما يخالف ذلك.

وكلنا يتذكَّر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حلف الفضول، وهو أحد أحلاف مشركي قريش، وقد حضره النبي -صلى الله عليه وسلم- وعمره 20 سنة، وحلف الفضول معاهدة بين قوى مختلفة لنصرة المظلوم، وقد قال عنه النبي الكريم بعد بعثته: "لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبد الله بن جدعان، ما أحب أن لي به حُمُر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت"، وهذا يبيِّن أن الإسلام لا يعارض أي تحالف "دولي"، إذا كان يتوافق مع قيمنا ومبادئ ديننا، ما دام أننا نستطيع أن نستثني أي بند يخالف مقدساً سماوياً.

والمعاهدة -للمرة الثانية- فيها نقاط مهمَّة وتخدم المرأة السعودية، والتي تمرُّ بمشاكل حقيقية، حان الوقت للوقوف معها: ما زالت تُحرَم في بعض المناطق من حقها في الميراث! ما زالت تُجبر بالزواج من عربيد فقط لأنه ابن عمها! ما زالت تتجرَّع الآهات من زوج يفترسها لراتبها الذي هو من عرق جبينها! ما زالت تتعرَّض لأبشع أنواع الضرب والقهر من زوج يتعاطى الخمور والمسكرات!

دعونا من السيداو وغيرها، وتعالوا نبدأ بحملة مجتمع يقودها العقلاء والمشايخ الكرام للمطالبة بكل حقوق المرأة التي كفلها لها الإسلام، واغتالتها عادات بالية ما زالت سارية المفعول حتى هذه اللحظة!



http://sabq.org/ph1aCd