المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خريجو الدبلومات الصحية وتعزيز الصحة


عبدالله بن نويمي
05-27-2013, 04:35 PM
تمتلك وزارة الصحة فرصة نادرة للغاية، جاءتها على طبق من ذهب لاستثمارها في صالحها، وتغطية عدد من جوانب القصور في الكوادر الصحية؛ فموافقة المقام السامي على معالجة واستيعاب خريجي الدبلومات الصحية تُعد استراتيجية مهمة، تستطيع من خلالها الوزارة تغطية القصور في وظائف صحية طالها الإهمال منذ عقود طويلة!!

لن أتبحر في كيفية استثمار تلك الكوادر في المجال الصحي، ويكفي أن أشير إلى جانبين غاية في الأهمية، الأول استثمار تلك الكوادر لسد القصور الشديد في الموارد البشرية المعنية بتعزيز الصحة والتوعية الصحية في المراكز الصحية والمستشفيات، وفي اعتقادي أن هذا أنسب فرصة لوزارة الصحة للاستفادة من أولئك الخريجين للعمل مثقفين ومثقفات صحيات في تلك المرافق الصحية، التي تعاني شحًّا شديداً في تلك التخصصات منذ إنشاء وزارة الصحة.

كما صدرت موافقة مجلس الوزراء مؤخراً على نقل الصحة المدرسية لوزارة الصحة، مع إقرار تخصيص وظائف صحية للعمل مباشرة في المدارس. وهذه أيضاً فرصة أخرى يمكن لوزارة الصحة اصطيادها للمطالبة بتعيين أولئك الخريجين لتغطية هذا الاحتياج المهم لتعزيز دور الصحة المدرسية في المدارس.

ولكن مهلاً؛ فالأمر ليس بهذه السهولة؛ إذ لا بد أن يصاحب هذا التوجه تدريب من سيعملون في تلك المجالات تدريباً ذا كفاءة عالية لتزويدهم بأسس ومبادئ التوعية الصحية وتعزيز الصحة، عوضاً عن مهارات التخطيط والإشراف والمتابعة والتقييم للبرامج الصحية، والقدرة على إدارتها، فضلاً عن الحاجة الماسة لتطوير المعارف والمهارات حول التواصل الصحي وطرق إعداد الوسائل التوعوية وإيصال الرسائل الصحية. ومن المناسب في هذا السياق صنع شراكات مع إحدى الكليات الرائدة في مجال بناء القدرات؛ لتعزيز الصحة والتوعية الصحية عالمياً، سواء في الولايات المتحدة أو بريطانيا. وعلى سبيل المثال، فكلية الصحة العامة بجونز هوبكنز تقدم دورات قصيرة المدى في مجال التخطيط لبرامج التوعية الصحية وتعزيز الصحة، كما لا زلت أذكر إحدى أهم الدورات التدريبية في مجال تعزيز الصحة في المدارس، التي ينظمها معهد التربية بجامعة لندن ببريطانيا، وهي دورة متميزة، جدير بكل عامل في مجال الصحة المدرسية أن يلتحق بها.

أجزم بأن استثمار وزارة الصحة لمبادرة المقام السامي لصالح تعزيز الصحة في المجتمع سيكون لها أكبر الأثر في تحسين الصحة العامة في بلد كالسعودية، يعاني فيه أكثر من ربع البالغين من داء السكري وارتفاع ضغط الدم، عوضاً عن انتشار أمراض القلب والسكتات الدماغية والنوبات القلبية، فضلاً عن السمنة والسلوكيات الأخرى المهددة للصحة، التي يأتي في مقدمتها تعاطي التبغ والخمول البدني والإفراط في تناول الأطعمة الخاوية الغنية بالدهون والسكريات والملح، وكذلك ضعف تناول الخضار والفواكه.

وكلي أمل أن تتفهم اللجنة المشكَّلة في وزارة الخدمة المدنية لمعالجة وضع خريجي الدبلومات الصحية هذا المنظور الذي سيسهم - بعون الله - في دفع عجلة تعزيز الصحة، والحد من الأمراض المزمنة في المجتمع.



http://sabq.org/Fj1aCd