المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختراع اسمه "الحب"!!


عبدالله بن نويمي
06-19-2013, 07:21 PM
الحب هو الدينمو المحرّك لعجلة الحياة، ووضع بوصلتها في الاتجاه الصحيح، الذي يقود إلى الغايات المنشودة بلا منازع، لأنه ينطلق من التوازن النفسي، والتصالح مع الذات، وحب الآخرين، وقبل ذلك التوافق مع الواقع، وحب النجاح وسلوك الطرق المؤدية إليه بكل قناعة وصبر وقوة تحمل وتأمل.
الحبُ يشكّل طاقة هائلة تدفع المرء لتحقيق أعلى درجات النجاح في مسيرة الحياة، فسماحة النفس، وراحة الدواخل، وجمال الروح ، والتطلع الواعي، تجعل من يملك تلك الصفات يحدق صوب النجاح بثقة، ويتطلع إلى العلياء بهمة، ويسعى إلى ذرى المجد بعزم، فالإبداع الحقيقي لا يبرز إلا مع نمو مشاعر الحب الصادق، والقلب النابض بكل جميل، والروح التي تفيض مرحاً وفرحاً وسعادة.
الحب يصنع المعجزات، ويذيب العقبات، ويرسي قواعد البناء الاجتماعي والتآخي والتآلف والتصافي بين الناس، هو قوة حقيقية خفية ينتج عنها من الإنجاز ما لم ينتج عن غيرها، هو إرادة قاهرة، لا تلين تتلاشى أمامه كل الصعاب، وتختفي المعوقات، وتمهد الطرقات لبلوغ الأهداف السامية والمرامي الرفيعة.
الأمل المورق لا ينمو إلا في نفس يجملها الحب، والخيال الإبداعي لا ينبت إلا لدى فكر يغلفه الحب، الأماني العذبة لا تنطلق إلا من واقع الحب، وكذلك الأحلام والتطلعات لا تلامس مراسيها ولا تلثم غاياتها إلا في ظلال الحب الوارفة.
بأنامل الحب الرقيقة، نمسك ريشة الزمان الناعمة، ونرسم بها ملامح المستقبل الواعد الذي يؤطره النجاح، وتلفه الأفراح، ويلونه الجمال، وتكسوه العذوبة، ويدثره الألق النبيل، ورونق الأحلام الناعسة، وسحر اللحظة والأمل الضحوك.
إذا أحب الإنسان من حوله من الناس، وأحب بيئته، وعمله، وعشق النجاح والتفوق، فإنه حتماً سيحقق كل ما يصبو إليه، فالقاعدة التي ينطلق منها هي الحب، على الرغم من أنه حب من نوع آخر، ألم أقل لكم: إن الحب هو إكسير الحياة، ووصفة النجاح، وسحر الوجود.
الحب نور يضيء كل الدروب، ونبراس يقود إلى طرق الخير والعلياء والفلاح، ويؤسس إلى مرافئ النجاح والتميز، توليفة تقوم عليها منصة الإبداع، وينصب عليها صرح العلو والتسامي، هو أنفاس روحانية تنبعث من أطيب الدواخل، تهب نفحاتها العبقة لكل الدنيا.
الحب قد يكون أروع اختراع في هذا الوجود، به تتحقق الأماني، وتتم الآمال، وتنجز المهام الصعاب، وتذوب الأحقاد والإحن، وتفوح نفحات السعادة والإخاء والأمان، ويتحقق تماسك المجتمعات وتقدم الشعوب، ويصنع ما تعجز عن صنعه اللوائح والقوانين.
فلماذا لا نجرب هذا المخترع العجيب، نصطحبه لحل كل مشكلاتنا، ونجلب به السعادة ، ونحقق به المعجزات من المنجزات، ونبلغ به الأماني والغايات والتفوق والنجاح، فهو ما زال مجاناً وبلا مقابل، فلنسارع لاستخدامه قبل أن يصبح مكلفاً وغالياً قد لا يستطيع نيله الكثيرون.
حقاً إنه الحب صانع المعجزات وقاهر الصعاب والمعوقات...



http://sabq.org/Dk1aCd