المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عام / الصحف السعودية / إضافة ثالثة وأخيرة


سعود بن نويمي
02-04-2019, 08:53 AM
وقالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان ( سلاحنا الأمضى ): لا يختلف أحد على أن الكتاب هو أداة التنوير الأولى في المنظومة الثقافية لأي بلد، ذلك أنّه مساهم...


وقالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان ( سلاحنا الأمضى ): لا يختلف أحد على أن الكتاب هو أداة التنوير الأولى في المنظومة الثقافية لأي بلد، ذلك أنّه مساهم رئيس وفاعل في بثّ الروح للنسق المعرفي والثقافي والفكري؛ ما يمنح المجتمع عموماً حصانة معرفية قوية كما أنّه يُسيّجه بالوعي والتبصُّر والفكر النقدي الذي يزيد من كفائته الإدراكية وينأى به عن الجمود والانغلاق؛ ذلك الجمود الذي يقتات على اجترار المعارف والمنظومات الفكرية والسلوكية التي تجاوزتها الفتوحات المعرفية والانهمارات الثقافية بشتى صنوفها. ولا غرو في هذا الاهتمام والاحتفاء بالكتاب من قبل الدول الحريصة على إنعاش شعوبها وخلق قُرّاء حقيقيين يستطيعون النهوض بأعباء مسؤولياتهم واستحقاقات المرحلة التي تعيشها شعوبنا، وما تفرضه من تحدّيات كبرى تستلزم كيانات ثقافية تستشعر هموم دولها؛ إذ لا مكان للجهل ولا وقت يمكن تضييعه في مرحلة تاريخية ومنعطف وجودي كالذي نعيشه. إنها مرحلة حيوية لن ينهض فيها أي وواصلت : شعب لم يفلح في تحرير عقول أبنائه عبر القراءة والوعي وإدراك متطلبات المرحلة. معارض الكتاب التي تقام على مدار العام في دول مختلفة تعكس هذه الأهمية التاريخية؛ فهي تحمل نفس المنطلقات والدوافع؛ فضلاً عن كونها مرآة صادقة لهذا التنامي في الوعي والإدراك والثقافة. الأصداء الإيجابية التي حملتها مشاركة المملكة في المعارض الدولية؛ والإشادات المتتالية من القادة والمفكرين وإسهامات بلادنا في تكوين الصورة الذهنية الحقيقية لبلاد الحرمين تؤكّد نجاعة الجهود والفكر الرؤيوي الذي يقف وراءه، ولقد كانت المشاركة؛ وفق التقارير المصاحبة لمعرض القاهرة الذي لازالت فعالياته تجتذب عشّاق الكتاب والفكر؛ كانت المشاركة رسالة بليغة الأثر والحضور للمملكة من خلال المعروضات والمقتنيات التي شاركت بها وسط حضور دولي لافت. وختمت : يبقى التأكيد على أنّ الكتاب يجدّد حضوره وفاعليّته في كل المحافل، متسيّداً أقنية المعرفة التي – وإن زَاحَمَتْهُ التقنية ومنصّاتها - إلا أنها لا تستطيع إخفات وهجه وألق سحره وجاذبيته؛ ما يرسّخ اليقين بأنّ الكتاب سيظل عماد المجتمعات ومُشيّد الحضارات وخط الدفاع الأول أمام ضغوط هذا العصر الذي تعولم معه كل شيء وبات الإنسان نهباً للتطرّف والفكر الإقصائي والعنف وغيرها من الأمراض والأدواء التي يشكّل الجهل أبرز مسبباتها؛ فالعقل والقراءة هما سلاح المواجهة الأمضى والأنجع في معاركنا الفكرية والوجودية على اختلاف طرائقها وحضورها. // انتهى //06:03ت م 0006http://www.spa.gov.sa/details.php?id=1881591