المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالى { يمحو الله ما يشاء ويثبت }


عبدالله بن نويمي
01-15-2012, 11:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.alhawali.com/myfiles/parbotton.gif القول الأول في تفسير: (يمحو الله ما يشاء ويثبت }والذي نوجزه في هذه الآية هو: أن المراد (يمحو الله ما يشاء) من الأقدار ومن أمور العباد (ويثبت، وعنده أم الكتاب)، أي: أن المحو والإثبات في الأقدار، وأن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ، هذا هو القول الأول، فيمحو ما يشاء ويثبت في الأقدار ما يشاء؛ من أعمال العباد، ومن أمور وشئون الخلق، (وعنده أم الكتاب) أي: اللوح المحفوظ، وهو الذي لا يتغير ما فيه ولا يتبدل، وهذا القول ورد عن بعض السلف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) بإطلاق، وورد عن بعضهم باستثناء، أما الذين أطلقوا فقالوا: يمحو كل ما يشاء ويثبت كل ما يشاء، (وعنده أم الكتاب) التي لا محو فيها ولا تغيير ولا تبديل، وبعض السلف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) رحمهم الله تعالى قالوا: يمحو الله ما يشاء ويثبت إلا الأرزاق والآجال (الحياة والموت)، وبعضهم قال: إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت، وهما متلازمان، فالله تعالى يمحو ما يشاء ويثبت إلا هذه الأشياء، فكون الإنسان كتب شقياً أو سعيداً، وأجله (حياته وموته)، فهذه لا يدخلها التبديل على قول بعض السلف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) ، وهي المذكورة في حديث عبد الله بن مسعود (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000092) عن الصادق المصدوق.

(http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.subcontent&contentid=4753#)
http://www.alhawali.com/myfiles/fasil.gif

http://www.alhawali.com/myfiles/parbotton.gif أدلة القائلين بأن المحو والإثبات هو في الأقدار
هذا القول الأول وهو: أن المحو والإثبات واقع في الأقدار، هو الذي ورد عن كثير من السلف الصالح (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) ، وأورد ابن جرير (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000155) رحمه الله ذلك بالسند إلى أئمة التفسير من الصحابة والتابعين كـابن عباس (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000047) ومجاهد (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000240) رضي الله عنهم أجمعين، واستدل على ذلك أيضاً بما ورد من آثار عن بعض السلف تؤيد هذا المعنى، أن الله سبحانه وتعالى يمحو ما يشاء ويثبت من الأقدار، حتى في الشقاء والسعادة.

ومن ذلك ما روي من دعاء بعض السلف: اللهم إن كنت كتبتني في ديوان الأشقياء فامحني، واكتبني في ديوان السعداء] وقد ورد هذا الدعاء عن شقيق بن سلمة أبي وائل (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000091) التابعي المشهور، وعن عبد الله بن مسعود (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000092) شيخ شقيق (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000091) ، وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000033) رضي الله عنهم.. فدعاء هؤلاء السلف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) يتضمن أنهم يعلمون ويقرون بأن الله سبحانه وتعالى قد كتب الشقاوة والسعادة، ولكنه يمحو منها ما يشاء ويثبت ما يشاء، ونقل أن مجاهداً (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000240) رحمه الله سأله رجل عن هذا الدعاء فأقره، وقرأ عليه هذه الآية، وهؤلاء جمع من السلف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) رأيهم في تفسير هذه الآية: أن المحو والإثبات في الأقدار، وعلى هذا المعنى يكون معنى قوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِhttp://www.alhawali.com/eQoos.gif وعنده اللوح المحفوظ.

وأيد الحافظ ابن كثير (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000015) هذا القول بخلاف ابن جرير (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000155) رحمه الله؛ لأن هذا القول يؤيده ما رواه الحاكم (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000238) في مستدركه (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000134) من حديث ثوبان (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000239) رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: {لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه http://www.alhawali.com/tips.gif } ورواية الإمام أحمد (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000016) : {ولا يرد القدر إلا الدعاء http://www.alhawali.com/tips.gif } وأيده بما في الصحيح: {من أراد أن ينسأ له في أجله، وأن يبسط له في رزقه، فليصل رحمه http://www.alhawali.com/tips.gif } إذاً: صلة الرحم تزيد في العمر، والدعاء يرد القضاء. وأيده أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم: {إن الدعاء والقضاء ليعتلجان ما بين السماء والأرض http://www.alhawali.com/tips.gif } .

استدل الحافظ ابن كثير (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000015) رحمه الله بهذه الأدلة على تأييد هذا القول، ويمكن أن نضيف نحن دليلاً آخر وهو تابع لذلك، وذلك أننا قررنا أن المحو والإثبات في الأقدار، فما هو أم الكتاب؟

والجواب: هو اللوح المحفوظ. وهل جاء في القرآن ما يدل على أن اللوح المحفوظ هو أم الكتاب؟

الجواب: نعم. قال الله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6004328) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الزخرف:4]، وفي سورة البروج قال تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifبَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6005929) * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6005930) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[البروج:21-22] إذاً: اللوح المحفوظ هو أم الكتاب، واللوح المحفوظ له أسماء، منها: أم الكتاب، ومنها: الإمام المبين، ومنها: الذكر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وكتب في الذكر كل شيء http://www.alhawali.com/tips.gif } وكما قال تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6002587) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الأنبياء:105] أي: في اللوح المحفوظ على أرجح الأقوال.

وعلى هذا النسق نفهم قوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001744) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الرعد:38] ثم قال: http://www.alhawali.com/sQoos.gifلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001744) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الرعد:38] فالله سبحانه وتعالى قد قدر آجال الخلق وآجال إرسال الرسل وآجال إنزال البينات والآيات عليهم، ومع أنه سبحانه وتعالى قد قدر كل شيء وضرب له أجلاً لا ريب فيه، لا يستقدم عنه ولا يستأخر؛ إلا أنه سبحانه وتعالى يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، وعنده اللوح المحفوظ الذي لا تبديل ولا تغيير لما كتب فيه من الأقدار، ويؤيد ذلك أن بعض السلف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) نصوا على أن ما يقدره الله سبحانه وتعالى في رمضان قد يغير، ولكن ما في اللوح المحفوظ لا يغير، وفي رمضان تكون الكتابة السنوية في ليلة القدر التي يكتب الله سبحانه وتعالى فيها ما يكون إلى مثلها من السنة القادمة، وأيضاً يغير ما يكتبه الملك عند نفخ الروح فيه؛ حين يأمره الله تعالى أن يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فيغير ذلك، ولكن لا يغير ما في اللوح المحفوظ، هذا هو القول الأرجح.
(http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.subcontent&contentid=4753#)
http://www.alhawali.com/myfiles/fasil.gif

http://www.alhawali.com/myfiles/parbotton.gif الحكم الظاهرة من المحو والإثبات في الأقدار قد يقال: هل من فائدة أو حكمة من هذا إذا كنا لا نعلم ماذا كتب في صحيفتنا، وماذا كتب في ليلة القدر، وكذلك لا نعلم ما في اللوح المحفوظ، ولم يظهر لنا ما محي وما أثبت؟

فنقول: في ذلك حكمة، ولا يشترط في الحكمة أن نعلم بها نحن البشر.

ومما يمكن أن يكون من الحكم في ذلك ما يلي:

الأمر الأول: أننا ينبغي لنا أن نتنافس ونتسابق في فعل الخير، مثلاً: نجتهد في الدعاء لأنه يرد القضاء، ونجتهد في صلة الرحم لأنها تبسط في الرزق وتزيد في العمر، ونأخذ بالأسباب كما أمر الله سبحانه وتعالى، وكون ذلك يقع ولا نعلمه أولاً يقع؛ فعلمه عند الله، لكن فائدة هذا لنا نحن هو الاجتهاد في السعي للأخذ بأسباب السعادة والابتعاد عن أسباب الشقاوة، فكما ندفع الجوع بالأكل، ندفع أيضاً الموت أو الأجل بالدعاء، وكذا المصائب ندفعها بالدعاء أو بصلة الرحم وبفعل الخير.

إذاً: نحن عندما نجتهد في الطاعات ننازع القدر بالقدر، ونرد القدر بالقدر، وندفع القدر بالقدر، هذا الذي ينبغي أو يجب أن يكون عليه المؤمن.

الأمر الثاني: أن الملائكة التي تكتب آجالنا وأعمالنا، وشقاوتنا وسعادتنا -جعلنا الله وإياكم من السعداء في الدنيا والآخرة- هم عباد مكرمون، مصطفون أخيار عند الله سبحانه وتعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifلا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6005234) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[التحريم:6] لا يعصونه طرفة عين؛ يستغفرون للذين آمنوا، ويحرصون على أن نفعل الطاعات، وأن نجتنب الموبقات، فإذا رأى الملك أن الله سبحانه وتعالى كتب أن فلاناً يموت بعد كذا من العمر، ثم علمت الملائكة أن الله قد غير ذلك فتدعو له وتفرح وتسر أنه يطيع الله سبحانه وتعالى؛ لأنها مطيعة له عز وجل، فكوننا لا نعلم فالملائكة تعلم ويطلعها الله سبحانه وتعالى كما يطلع من يشاء من خلقه على ما يريد، فكما أطلعهم على آجالنا وأرزاقنا وأعمالنا وأمرهم بكتابتها، فكذلك يطلعهم على مغفرته سبحانه وتعالى، وعلى عفوه ومحوه وإثباته، فإذاً الأمر ليس خاصاً بنا وحدنا، بل له تعلق أيضاً بهؤلاء العباد المكرمين، وأيضاً هؤلاء العباد المكرمون علاقتهم بالله سبحانه وتعالى هي أنهم يرون سعة فضل الله ورحمته، فيكون ذلك أيضاً فيه حكمة ومصلحة، وهو أنهم يعلمون ذلك ويرونه عياناً.
(http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.subcontent&contentid=4753#)
http://www.alhawali.com/myfiles/fasil.gif

http://www.alhawali.com/myfiles/parbotton.gif القول الثاني في تفسير: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)
القول الثاني في قوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifيَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001745) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الرعد:39] أن ذلك في الكتب المنزلة فقوله: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001744) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الرعد:38] أي: أن الرسل لا يأتون بالآيات أو الكتب المنزلة أو المعجزات والبراهين إلا بإذن الله، وقد جعل الله لكل أجل كتاباً؛ فيكون المعنى: أن الله يمحو ما يشاء من الآيات أو الكتب ويثبت، وعنده أصل الكتاب.
(http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.subcontent&contentid=4753#)
http://www.alhawali.com/myfiles/fasil.gif

http://www.alhawali.com/myfiles/parbotton.gif القول الثالث في تفسير: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)
هذا القول هو فرع من سابقه، وهو: أن المحو والإثبات في الشريعة الواحدة، أي: ليست شريعة تنسخ شريعة فقط، بل هناك نسخ في نفس الشريعة الواحدة، فهو كقوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifمَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000112) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[البقرة:106] فهو سبحانه وتعالى ينسخ ويمحو من القرآن ما يشاء، ويثبت ما يشاء؛ من أحكام الحلال والحرام، (وعنده أم الكتاب) أي: أصله وجملته؛ فالحلال والحرام مثبت فيه، ولكن يحلل لعباده ما يشاء ويحرم عليهم ما يشاء كما يشاء عز وجل، أو ينزل من الآيات على الرسل ما يشاء، ويمحو تلك الآيات ويأتي بآيات أخرى كما يشاء.

فإن قلنا بالمحو والإثبات في الشرائع عامة، فمثاله أن الله سبحانه وتعالى أيد عيسى بن مريم بالإنجيل، وأعطاه الآيات البينات، ثم محا ذلك وأنزل شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وأعطاه الآية الكبرى وهي القرآن، وهو ناسخ لما قبله، هذا على القول الثاني.

أما على القول الثالث الذي هو جزء من الثاني -تقريباً- فيكون المعنى: أن الله سبحانه وتعالى ينزل آيات في القرآن، ثم يمحوها وينسخها، وينزل آيات أخرى في نفس الكتاب، وعنده أم الكتاب، فالقرآن الذي في اللوح المحفوظ لا تغيير فيه، لكن بعض الآيات التي نسخت أحكامها وتلاوتها، أو تلاوتها هذه ليست مثبتة في اللوح المحفوظ، ولا تغيير في اللوح المحفوظ، هذا هو القول الذي ذهب ومال إليه بعض السلف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) .
(http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.subcontent&contentid=4753#)
http://www.alhawali.com/myfiles/fasil.gif

http://www.alhawali.com/myfiles/parbotton.gif القول الرابع في تفسير: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)
القول الرابع في المحو والإثبات: وهو أنه يكون في صحف الملائكة، وقد قيل في قوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifهَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6004501) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الجاثية:29] أن معناه: كنا ننقله من اللوح المحفوظ، والإشكال هو أنه: ما دامت الملائكة تنقل من اللوح المحفوظ، فكيف يكون المحو والتغيير واللوح المحفوظ لا محو فيه ولا تغيير؟!

الجواب: أن الملائكة تكتب ما يعمله العبد طبقاً لما تراه، لا نقلاً عن اللوح المحفوظ، لكن إذا رفعت الأقلام وجفت الصحف وطويت، فإنها تطوى مطابقة لما في اللوح المحفوظ، ولهذا يوجد من تكتب له الملائكة الطاعات وتظن -كالبشر- أنه قد يموت على هذه الطاعات، ولكنه في اللوح المحفوظ مكتوب في ديوان الشقاوة والعياذ بالله؛ فيختم له بذلك، ويمحى ما كتبته الملائكة له من أعمال الخير، ويثبت في ديوان الشقاوة، وتطوى صحيفته بحسب ما في أم الكتاب.

وهذا معنى حديث عبد الله بن مسعود (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000092) رضي الله عنه: { فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها4فصحف الملائكة وما تكتبه فيها ليس من القدر في شيء، وإنما هي تكتب أعمالنا، بخلاف الملك الذي ينفخ الروح، فإنه يكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد، فهذا قدر، أما ما تكتبه الملائكة فهو الواقع الموجود، فإن صلّى العبد كتبوا أنه صلى، وإن زنى كتبوا أنه زنى عياذاً بالله، وهذا الواقع قد يقتضي السعادة وقد يقتضي الشقاوة، وقد تكتب الملائكة أنه زنى وسرق وفعل وفعل، لكنه عند الله تعالى من السعداء، كالرجل الذي قتل مائة نفس، ثم بعد ذلك تاب الله سبحانه وتعالى عليه.

وكم من رجل كان يعمل في ظاهره بالخير والصلاح، ثم كتبت له سوء الخاتمة..! أعاذنا الله وإياكم من ذلك..!

وهناك الذين يظلمون ويغتابون الناس، ويؤذون خلق الله، تكتب لهم الملائكة صلواتهم وصدقاتهم وأعمال برهم؛ ويأتي أحدهم يوم القيامة وله حسنات كالجبال، لكنه هو المفلس كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: {أتدرون من المفلس؟ http://www.alhawali.com/tips.gif } وذلك أنه يأتي وقد ظلم هذا، وضرب هذا، وأخذ مال هذا.. وكلها مظالم للعباد، فما بينه وبين الله حسنات، لكن ما بينه وبين العباد مظالم وسيئات؛ فيؤخذ من هذه الحسنات يوم القيامة ويعطى لأولئك الخصوم المظلومين، حتى إذا ما نفدت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه.

فقد تكتب الملائكة حسنات وتكون النهاية شقاءً، وقد تكتب سيئات وتكون النهاية سعادة، وهذا شيء آخر ولا علاقة تلازمية بينهما.

فهذا الإشكال كيف تستنسخ الملائكة من اللوح المحفوظ، ومع ذلك نقول: إنه لا تغيير ولا تبديل في اللوح المحفوظ، مع وقوع التغيير والتبديل فيما تكتبه الملائكة؟! نقول في الجواب عنه: إن هذا إذا طويت الصحيفة وانتهت، وهذا الخطاب للكفار إنما هو يوم القيامة وقد طويت صحائفهم، وكتبت عليهم الشقاوة؛ فتشهد عليهم الملائكة بما كتبت في هذه الصحف المسطورة، فلا إشكال ولا تعارض إن شاء الله.
(http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.subcontent&contentid=4753#)
http://www.alhawali.com/myfiles/fasil.gif

http://www.alhawali.com/myfiles/parbotton.gif القول الخامس في تفسير: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)
هناك قول خامس في قوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifيَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001745) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الرعد:39]، وهو: أن الله سبحانه وتعالى ترفع إليه أعمال العباد جميعها، حتى قول العبد: (أكلت، أو شربت، أو أخذت)، والله سبحانه وتعالى يمحو منه كل شيء إلا ما له علاقة بالثواب والعقاب، ولكن أرجح الأقوال وأولاها هو القول الأول: أن المحو والإثبات في الأقدار، وأن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ، وهو ثابت لا تغيير فيه ولا تبديل.

http://www.alhawali.com/benefit.gif هناك نوعان من القدر: قدر نافذ، وقدر معلق، فالمعلق مرتبط بسببه؛ إن وقع سببه كان، وإن لم يقع السبب لم يكن، وأما القدر الثابت فهو نافذ لا محالة، وهو الذي في اللوح المحفوظ، كما نطق بذلك القران.

المصدر : موقع الشيخ الدكتور سفر الحوالي

المستشار
01-17-2012, 11:04 PM
شكرا وبارك الله فيك موضوع مفيد ورائع .