المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أستوقفتني أية (طه)‎


عبدالله بن نويمي
02-02-2012, 10:50 AM
http://www.mna3ir1.com/vb/mwaextraedit4/extra/81.gif

طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)

(طه) سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة.

ما أنزلنا عليك - أيها الرسول - القرآن; لتشقى بما لا طاقة لك به من العمل.

لكن أنزلناه موعظة; ليتذكر به مَن يخاف عقاب الله, فيتقيه بأداء الفرائض واجتناب المحارم.



قوله عز وجل: طه * مَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى 1 ، 2 .

قال مقاتل: قال أبو جهل، والنضر بن الحارث للنبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنك لشقيّ بترك ديننا. وذلك لما رأياه من طول عبادته وشدة اجتهاده، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا أبو يحيى قال: حدثنا العسكري قال: حدثنا أبو مالك، عن جويبر، عن الضحاك قال: لما نـزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قام هو وأصحابه فصلوا، فقال كفار قريش: ما أنـزل الله تعالى هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم إلا ليشقى به، فأنـزل الله تعالى: طه يقول: يا رجل مَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى .

سورة طه هي مكية.

روى إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب " التوحيد " ، عن زياد بن أيوب، عن إبراهيم بن المنذر الحِزَامي، حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار، عن عمر بن حفص بن ذَكْوَان، عن مولى الحُرقة -يعني عبد الرحمن بن يعقوب -عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قرأ ( طه ) و ( يس ) قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلما سمعت الملائكة قالوا: طوبى لأمة ينـزل عليهم هذا وطوبى لأجواف تحمل هذا، وطوبى لألسن تتكلم بهذا " .

هذا حديث غريب، وفيه نكارة، وإبراهيم بن مهاجر وشيخه تُكلِّم فيهما.



آ:2 جملة "تشقى" صلة الموصول الحرفي، والمصدر المؤول المجرور متعلق بـ"أنـزلنا" .

آ:3 "إلا" للحصر، "تذكرة" مفعول لأجله، ووجب مجيء الأول مع اللام لاختلاف الفاعل، ففاعل الإنزال

الله -سبحانه-، وفاعل لِتَشْقَى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أمَّا "تذكرةً" فقد استكمل شروط النصب

على المفعول لأجله.





تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة "البقرة" بما أغنى عن إعادته.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسين بن محمد بن شنبة الواسطي، حدثنا أبو أحمد -يعني: الزبيري

-أنبأنا إسرائيل عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : طه: يا رجل. وهكذا روي

عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، و[عطاء] ومحمد بن كعب، وأبي مالك، وعطية العوفي،

والحسن، وقتادة، والضحاك، والسدي، وابن أبزى أنهم قالوا : "طه" بمعنى: يا رجل.

وفي رواية عن ابن عباس، وسعيد بن جبير والثوري أنها كلمة بالنبطية معناها: يا رجل. وقال

أبو صالح هي مُعَرّبة.

وأسند القاضي عياض في كتابه "الشفاء" من طريق عبد بن حميد في تفسيره: حدثنا هاشم بن < 5-272 > [القاسم] عن ابن جعفر، عن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على

رجل ورفع الأخرى، فأنـزل الله تعالى ( طه ) ، يعني: طأ الأرض يا محمد، ( مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ

الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) . ثم قال: ولا خفاء بما في هذا من الإكرام وحسن المعاملة .

وقوله ( مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) قال جويبر، عن الضحاك: لما أنـزل الله القرآن على رسوله،

قام به هو وأصحابه، فقال المشركون من قريش: ما أنـزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى! فأنـزل الله تعالى: ( طه * مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) .

فليس الأمر كما زعمه المبطلون، بل من آتاه الله العلم فقد أراد به خيرًا كثيرًا، كما ثبت في الصحيحين،

عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يُرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" . .

وما أحسن الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في ذلك حيث قال:

حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا العلاء بن سالم، حدثنا إبراهيم الطالقاني، حدثنا ابن المبارك، عن سفيان،

عن سِمَاك بن حرب، عن ثعلبة بن الحكم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى للعلماء

يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي وحكمتي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر

لكم على ما كان منكم، ولا أبالي" .

إسناده جيد وثعلبة بن الحكم هذا [هو الليثي] ذكره أبو عمر في استيعابه، وقال: نـزل البصرة، ثم

تحول إلى الكوفة، وروى عنه سماك بن حرب .

وقال مجاهد في قوله: ( مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) : هي كقوله: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ [المزمل: 20]

وكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة.

وقال قتادة: ( مَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) : لا والله ما جعله شقاء، ولكن جعله رحمة ونورًا،

ودليلا إلى الجنة.

إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) : إن الله أنـزل كتابه، وبعث رسله .

رحمة، رحم بها العباد، ليتذكر ذاكر، وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله، وهو ذكر أنـزل

الله فيه حلاله وحرامه.
م/ن

العمدة
02-04-2012, 11:53 PM
جزاك الله الفردوس الأعلى

بتال بن جزاء
02-05-2012, 07:55 AM
http://www.mna3ir1.com/vb/mwaextraedit4/extra/21.gif

راعي الدبش
02-05-2012, 05:02 PM
http://www.mna3ir1.com/vb/mwaextraedit4/extra/11.gif

عبدالله بن نويمي
02-21-2012, 09:11 AM
تشرفت بمروووورك أخي الغالي العمدة
تقبل شكري وتقديري

عبدالله بن نويمي
02-21-2012, 09:12 AM
تشرفت بمروووورك أخي الغالي بتال بن جزاء
تقبل شكري وتقديري

عبدالله بن نويمي
02-21-2012, 09:13 AM
تشرفت بمروووورك أخي الغالي راعي الدبش
تقبل شكري وتقديري