المشاهد لرجال الأعمال والشركات في بلادي يرى - وبشكل واضح - حجم إحجامهم عن دعم العمل التطوعي، وتسخير جزء من أموالهم له، خاصة في ظل سيطرة الثقافة التقليدية القديمة على مفهوم الدعم الخيري، المقتصر على بناء مسجد أو توفير ماء بارد وسبيل.

والمؤسف ما قد وصل إليه حال بعضهم من قناعة تصيب بالدهشة في شدة التخصيص الذي يشترطونه عند دعمهم، وذلك باشتراطهم الدعم لشيء يدوم كـ "أرض مسجد" أو" أساسات"؛ حيث يضمن عدم زوالها واستمرارها.

هذا المفهوم المادي الذي يتعامل مع الخير والأجر على أنه مجسَّم، يؤجر به بمجرد بقائه، لا بمجرد نفعه، يصيب الكثيرين من أصحاب الخير بالإحباط. فلو فكر الجميع بمثل هذا التفكير لما دعمت الأعمال الخيرية المعنوية، كالدعوة والعلاج والرعاية والصدقات وسداد الديون..

هذه دعوة لكل رجل أعمال أو صاحب مال للالتفات إلى الأعمال التطوعية التي يقوم بها شباب هذا الوطن؛ من أجل نشأة بيئة مدنية متقدمة، تخدم نفسها بنفسها، وتسد عجزها بأيدي أبنائها، خاصة في ظل المقارنة مع الدول المتقدمة كأمريكا على سبيل المثال، التي بلغ عدد المتطوعين فيها لعام 2010 ما يزيد على اثنين وستين مليون متطوع، حسب موقع منظمة volunteering in America.



http://sabq.org/FY0aCd