دائماً ما نطالب حكومتنا الحبيبة بالكثير من الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وفي المقابل يتذمر البعض من مطالبة الحكومة شعبها بتطبيق بعض الخطط والاستراتيجيات الوقائية والعلاجية، وهنا يختل أحد طرفي المعادلة المكونة من الحكومة والشعب. ومع أن الشاعر الشعبي يقول: "على قدر ماتعطيني أعطيك... على قدر ما ضحيت أضحي" إلا أن عطاء الدولة وتضحيتها قوبلا في كثير من الأحيان باللامبالاة والجحود وسوء الفَهم أحياناً من جهة المواطن!!
نطالب الدولة بضبط حركة المرور وردع المتهورين، ونتذمر من نظام "ساهر"!! نلحُّ عليها أن تخلصنا من البطالة ثم نتأفف من برنامج وزارة العمل "نطاقات"، ونشتكي من رفع تجديد كارت العمالة!! نتهمها بالتقصير في توفير الخدمات الصحية بينما نضع عاداتنا الصحية والغذائية في آخر اهتماماتنا!! نكثر من عتاب الأمانات والبلديات لإهمالها نظافة الطرق والحدائق، ونتناسى أن منا من لا يكلف نفسه عناء وضع قارورة الماء أو علبة العصير الفارغة في المكان المخصص، وصدق القائل:
"نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا"!!

بعيداً عن المداهنة والتملق فإن الكثير من المواطنين ربما حالوا من حيث لا يعلمون دون معالجة الكثير من المشكلات، وأعاقوا مسيرة التنمية، وانتقدوا عن حسن نية العديد من الخطط التي وضعتها الدولة، ولم يعطوها الفرصة الكافية لتثبت صحتها، فهل سيعي المواطن أن عليه حقوقاً بقدر ما له، وأن من واجبه أن لا يستبق الأحداث ويتعجل في الحكم دون مستند يتوكأ عليه؟!



http://sabq.org/Rb1aCd