في حقبه زمنية ماضية من التعليم العام.. ما زلت أذكر حينما كنا على مقاعد الدراسة، تعامل المدرسين الأجانب مع أبناء زملائهم بحكم الزمالة من جهة ولصلة القرابة الوطنية لكل منهم من جهة أخرى، وتغاضيهم عن الكثير من إخفاقهم وتدني مستواهم في الدراسة، على حساب المتفوقين من الطلبة الآخرين ممن لا بواكي لهم.. فكنا نلحظ النجاح المضمون لأبناء المعلمين في مدارسنا في تلك الفترة ما جعل الكثير منا يحاول بناء علاقات وطيدة مع هؤلاء الطلبة وصداقات وقتية متينة وقت الاختبارات لعل وعسى أن يحظى منهم بتحديد درس أو تلميح أو إشارة، لما قد يأتي في الاختبار من أسئلة، لعلمنا الأكيد وثقتنا العميقة أن لهم ميزة وحظوة مختلفة عن البقية من الطلاب بسبب وجود آبائهم أو لانتمائهم المكاني مع بعض المدرسين من بني جلدتهم!
هؤلاء الطلبة وعلى مدى فترات دراستنا معهم نجدهم في النهاية من المتفوقين وبامتياز وبدرجات عالية، وذلك من خلال مقارنتنا لهم مع المتفوقين الحقيقيون، فمثلاً نجدهم من خلال الشرح والتفاعل مع المدرسين أثناء الحصص ليسوا مؤهلين للمنافسة ومع ذلك نجدهم في نهاية العام من الأوائل!
واليوم ونحن نعيش مرحلة مغايرة تماما عن ذي قبل من حيث اختلاف هوية المعلمين والمعلمات في العديد من المدارس بفضل عملية الإحلال "الوطني"أخشى أن تكون هذه الظاهرة لا تزال موجودة للأسف بالنسبة لأبناء المدرسين الوطنيين، وبنات المعلمات الوطنيات.. وبالتالي لا بد من التنبه من قبل المعنيين في التربية والمسؤولين في المجال "العلمي" فيما يتعلق بالمتابعة والتدقيق بخصوص أبناء المعلمين وأقربائهم، ومقارنتهم مع غيرهم في النتائج ومحصلة آخر العام.. إذ ليس من المعقول أن يرسب فقط الطلبة والطالبات ممن لا علاقه لوالديهم بسلك التعليم بينما المقربون للمنتمين لهذا السلك لا يرسب منهم أحد!
وهناك أكثر من طريقة لودِ مثل هذه الظواهر في مقتل بإسناد التصحيح وطرح الأسئلة من خارج المدرسة، وتحديداً للفصول التي تكون فيها علاقة مباشرة مابين أي طالب أو طالبه مع ولي الأمر حين يكون مدرساً أو مديراً أو معلمة أو مشرفة تربوية بل وحتى العاملين والموظفين في هذا المجال وهذا بالتأكيد سيكون على الأقل أمراً يقبل به الجميع وخصوصا أهل الطالبات والطلاب الآخرين لكي لا يكون لديهم هاجس خوف أو شك في عودة حقبة مضت لم تشهد رسوب أحد من الطلبة والطالبات الذين كان تميزهم يعتمد على وجود أهليهم في سلك التعليم!
http://sabq.org/fk1aCd