لا بد أن نخلد قصتها، بوصفها واحدة من أشجع بنات الوطن التي نفتخر بها وبتربية والديها. هي البنت التي وقفت من بين جيلها تكشف عن قضية إهمال نظام صحي، وكأنها الفارس الذي شرب فنجان قيادة المعركة ضد الفساد المهني الصامت الذي ينخر عظم الوطن، ليجاوبها الناس بمختلف توجهاتهم بالمساندة والذود عنها هنا وهناك.
لم تكن الضحية الأولى؛ سبقها زهرات الوطن من جازان حتى رفحاء، معركة طويلة الأمد مع الإهمال الوظيفي والنظام الخامل ومسؤولين بجهات مختلفة تمسكوا بالمناصب دون كفاءة؛ فكانت الضحايا تتساقط من فترة لأخرى، حتى اهتزت عروش الفاسدين.
شاهِدوا انتصار البطلة رهام ووقوف هذه الجموع معها.. نتمنى أن تكون هذه القضية بمنزلة المعركة التي كسرت جمود بعض المسؤولين في التجاوب مع الحوادث الأخرى التي حدثت بمناطق مختلفة من مملكتنا، وأن تفتح باب الشفافية بين المسؤول والمواطن، الذي يحترم توجهات قيادتنا الرشيدة في خدمة الشعب، أو الاحتكام إلى التحقيق والمساءلة وإقرار العقوبات الرادعة لكل متخاذل.
لا بد أن نعي أن ما وقع لرهام من آلام جسدية ونفسية ومادية تحوُّل مهم في التعاطي مع القضايا الصحية والإهمال في خدمة المواطن مهما كان، في الوقت الذي لا يزال فيه بعض المسؤولين يلهثون وراء شهادات التصنيف والتلميع الصحفي، وطوابير المرضى للحصول على السرير تطول يوماً بعد يوم، لا ينقصنا الميزانيات والحكومة الداعمة بلا حدود.
من لا نرى منه الإنتاجية المرضية لتطلعات المواطن البسيط فلا يطمع في المناصب أو يتحمل تبعات المساءلة.
"رهام" انتصرت وهي تداعب الآي باد من تحت وسادتها، ولكننا لم ننتصر على الفساد، وننتظر الدعم لابنة الجميع رهام، من الجوانب الصحية والنفسية والمادية، مع إطلاع الجميع على ما يقدَّم لها من رعاية صحية، في ظل التطور الطبي الكبير في السيطرة على مرض الإيدز، متى ما وجد المريض الرعاية الصحية الكفيلة، ونطالب باستمرار الاهتمام بها مدى الحياة.
http://sabq.org/7e1aCd