وفي نفس الشأن.. طالعتنا صحيفة "الرياض" تحت عنوان (غزة على خط النار).. غزة شوكة في حلق إسرائيل، احتلتها فقاومت وخرجت لأن حالات الاستنزاف لا تقوى عليها، وقد ساهمت في...
وفي نفس الشأن.. طالعتنا صحيفة "الرياض" تحت عنوان (غزة على خط النار)..
غزة شوكة في حلق إسرائيل، احتلتها فقاومت وخرجت لأن حالات الاستنزاف لا تقوى عليها، وقد ساهمت في بناء حماس ضد التيارات القومية واليسارية التي كانت تحظى بمعونة وتأييد من الاتحاد السوفياتي، لكنها خلقت لها ما هو أخطر من تلك التيارات، وهنا تبدل الموقف، وتغيرت الأفكار والموازين.
فالسلطة هادنت وسعت إلى بلورة رؤية سلام ممكنة، إلا أن إسرائيل لا تؤمن بقسمة على أرض تعتبرها حقاً مطلقاً لها، وقد أصبحت حماس الخصم ومركز المقاومة العامة، لكنها صارت موقع رماية لإسرائيل تختار الفرص لمهاجمتها بكل الأسلحة وتفرض حصاراً هو الأشد، لكنها تكيفت مع هذه الأوضاع وصار تبادل إطلاق النار وسياسة الاغتيالات أبواباً مفتوحة.
لا وجه للمقارنة بين تسليح الطرفين، لكن ذلك لا يعني أن إسرائيل تعيش بأمان، وخاصة بعد تسرب أسلحة من ليبيا، والسودان، وربما من إيران إلى حماس، ومهما كانت المبررات فقد تحمل الجانب الفلسطيني ثقل الخسائر، لكن هاجس الرعب عند إسرائيل سلاح ضاغط على نفسية شعبها من هذه المنظمة الشرسة.
الاعتداء الأخير لا يحتاج لمبررات، فهي تعرف أن لها غطاءً أوروبياً وأمريكياً ليعطيها الحق في الدفاع عن نفسها وفق المزاعم التي تطلقها تلك الدول، وبقية العالم لا يعنيه بشيء ما يجري في المنطقة، كأي صراع يحدث في هذه الأرض، والموقف العربي متهالك وضعيف، فقد خسر الحروب العسكرية، وأثبت أن فاعلية السلاح انتهت مع تفوق إسرائيل بأسلحة غير تقليدية، والمقاطعة تشرذمت ثم انتهت لعوامل ضعف تأسيسها، ثم إن أمريكا وأوروبا ودول أخرى ضغطت لإنهاء هذا السلاح، وصارت قاعدة «من لا تقوى على محاربته تصالح معه» سياسة ما سمي بالواقعية الجبرية، لأن إسرائيل دخلت في حالة سلام مع دول عربية مهمة، وبقي القاطع السياسي والنفسي بين السلطة وحماس ظاهرة خلاف متجذر، وهو ما اعتبرته أطراف عربية يجنبها الحرج إذا كان أصحاب القضية الواحدة والمصيرية، هم من يتحاربون باسمها.
لا حلول تلوح بالأفق، لأن المجتمع الدولي ليس مهتماً إلا بمضاعفة قوة إسرائيل العسكرية والسياسية، وعملية تعطيل مشاريع السلام أو السعي لها ليس على قائمة الأولويات، وبالتالي لا ضغوط راهنة أو قادمة على إسرائيل واليأس الفلسطيني أخذ مجالاً مستسلماً عند البعض، ومقاوماً بحياء، عند البعض الآخر، والتضحيات مستمرة، لكنها لا تفرض سلاماً أو تغير من المعادلات القائمة.
ستبقى القضية قائمة فمهما حلم وخطط المشروع الصهيوني للعودة فأيضاً الفلسطيني لم يفقد الأمل بأنه يخطط لنفس الهدف، والجدل سيطول، لكن نطق الحكم بالقضية يبقى للتاريخ والمستقبل.
// يتبع //
06:12 ت م 03:12 جمت
فتح سريعhttp://www.spa.gov.sa/details.php?id=1049216