يقول أحمد شوقي في بيت شعري جميل "والأماني حلمٌ في يقظةٍ *** والمنايا يقظة من حلم"، لكن الأمنية التي حلم بها الشاب علي الحازمي ذات غداء مع زوجته لم تثمر أحلاماً فقط، بل أينعت (سبقاً) و(مصداقية) و(تفرداً) حتى أصبحت صحيفة سبق الإلكترونية اليوم تنضح جرأة، وتبزّ كبريات الصحف السعودية.
إن خمسة أعوام ليست شيئاً في عمر الزمن، وقلما تنجح مشاريع ثقافية أو اقتصادية في غضون هذه السنوات القليلة، لكن تأسيس هذه الصحيفة في غضون هذه الأعوام بل تميزها، وما جابهها من عوائق مادية وبشرية، جعلها قصة تُحكى للأجيال عن طموح الشباب، وقوة الإصرار، وفرادة الفكرة، ووضوح الرؤية.
أكتب اليوم بعد أن حضرتُ حفلها الخطابي قبل يومين؛ وذلك بمناسبة مرور خمسة أعوام على تأسيسها. ورغم أنه لم يسترعِ انتباهي كثرة الحضور الطاغي من الشرائح كافة؛ فهذا أمرٌ غير مستغرَب مع قارئ تتفاعل معه على مدار الساعة، وتبث همومه واحتياجاته، فقد استطاعت أن تكوِّن قارئها بانحيازها له، وسرعة التقاط الخبر، وعلاجه بحرفية، وتكوين علاقة إيجابية بالمسؤول، في معادلة إعلامية من النادر أن تجد لها مثيلاً.. لكن الذي شدّني هو كيف استطاعت أن تكوِّن بمراسليها الذين لا يتجاوزن ثلاثين صحفياً كل هذا الحضور والتميز والانتشار؟! فيما مؤسسات تحمل أضعاف هذا الرقم لم تستطع أن تشكّل قارئها بعد! كيف تمكنت من كسب ثقة المتابعين رغم أن شباناً كعبدالله البرقاوي وسلطان المالكي وشقران الرشيدي وعوض الفهمي لا تتجاوز خبرتهم أعواماً قليلة؟!
إن المتتبع للمشهد الإعلامي السعودي خلال العامين المنصرمين يدرك أن هامش الحرية الصحفية قد اتسع كثيراً، تقوده في ذلك صحف إلكترونية عديدة، تقف (سبق) في مقدمتها، ولولاها لما ارتفع هذا السقف. وقد أدركت هذه الأخيرة حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها؛ فوضعت ضوابط ومحاذير عديدة للنشر على صفحاتها عبر الفضاء السايبروني، كما أنها أدركت قيمة (اللحظة) في نشر الخبر والانفراد به؛ لذلك لم يكن غريباً أن تنقل وكالات الأنباء العالمية منها، ثم تتربع على قائمة الصحف السعودية الأكثر قراءة.
وهي اليوم أمام تحدٍّ كبير في حفاظها على القمة، وما لم تضع خطة دورية لتطوير صفحاتها وتدريب صحفييها ستجد نفسها في نهاية المطاف في مؤخرة الركب.
فهنيئاً لهم، ومن سبقٍ إلى سبق.
http://sabq.org/5i1aCd