بعض الوزراء ينسى أنه في جهاز تنفيذي، مهمته استثمار الموارد لتحقيق سياسات حكومية مرسومة؛ حيث يفكِّر ويقرِّر وينفِّذ ويقيِّم ويشكر نفسه، ويعلن نجاح رؤيته وخطواته! وتخطر له فكرة أخرى نقيضة؛ فيوقف السابقة، ويعاديها، ويبعد كل من شارك فيها، وينفِّذ الخاطرة الجديدة، ويعلن أنها ناجحة، وأنها عالجت الأخطاء السابقة! ويأتي الوزير الجديد فيعيد الهيكلة، ويرسم أهدافاً جديدة، ويوقف المشاريع السابقة، ويعلن أن المشاكل ستنتهي، وأن عصراً جديداً سيأتي.. ويبدأ سياساته الخاصة بفريق جديد وأفكار طارئة، ويعلن التفوُّق وتحقيق الأهداف، وأن من يخالفه حاقد، وأن الناقد لا يفهم، ويصل إلى طريق مسدود؛ فيبشر بفكرة جميلة وطاقم جديد، ويعد منتقديه "الحاقدين سابقاً" بأنه فَهِم رؤيتهم تماماً، وأن الخطة الجديدة ناجحة قبل أن تبدأ، وأن زمن الهدر المالي دون جدوى انتهى، وينطلق مبشراً، ويحذر من التعجل في النقد والحكم.. "يلت ويعجن" ثم إعفاء من منصبه، ويأتي وزير جديد يصدم بأن الوزارة كأنها محدثة.. لا موارد، ولا إنجازات؛ فيفكِّر، ويقرِّر، وينفِّذ، ويشكر نفسه، ويعلن نجاح رؤيته وخطواته!!
http://sabq.org/vY0aCd