النوايا الطيبة لا تصنع شيئاً إذا لم تقترن بعملٍ ما، والإيمان الصادق لا يعني شيئاً إذا كان خالياً من الفعل، وثمة مشاريع تنموية صرَّح بها مسؤولون في البلد قبل سنوات على مستوى وزراء وأمراء، ولكنها ضلت الطريق إلى التطبيق، واختلط على المستفيدين من هذه المشاريع، هل هي أحلام يقظة أم أحلام وهمية، أم هي برامج عمل فعلية في طريقها للتنفيذ؟..
ولأن الوعود في هذا البلد بالمجّان فإن توقف هذه المشاريع إما لأنه لم يخضع لدراسات مسبقة قبل إعلانه، أو لأن أحلام البسطاء لا تمثل شيئاً للمسؤول، وإما لإغراء الفلاشات والصور الملونة في الصحف.
ميناء الليث ومطار القنفذة الساحليان جنوب مكة المكرمة لن أقول إنهما يخدمان مئات الآلاف؛ فهذه الأرقام شأن وزارة التخطيط، إن كانت تملك فعلاً أرقاماً حقيقية، لكنني سأقول إن الكثير من أهالي مدن الساحل الغربي، الذين حُرموا على مدى عقود من التنمية الحقيقية في الخدمات الحيوية، يحلمون اليوم بأن يكفِّر المسؤولون السابقون واللاحقون عن خطاياهم وأوزارهم بالإسراع في هذين المشروعين، اللذين يمثلان اليوم حجر الأساس لكل المشاريع التنموية القادمة؛ كونهما منارتان اقتصاديتان تجذبان الملايين من رؤوس الأموال للمنطقة، وسيسهمان في تقليص هامش البطالة المرتفع، بل سيدفعان باتجاه مزيد من فرص الاستثمار، سواء من أبناء المنطقة أو من خارجها.
وما أخشاه عقب كل هذا، وبعد خمسة أعوام من الانتظار، أن يدخل مطار القنفذة في دهليز مظلم، ويغرق ميناء الليث في بيروقراطية رتيبة؛ فيغنّي الناس بعدها مع مجنون ليلى:
تحدثني الأحلام أني أراكم *** فيا ليت أحلام المنام يقين
http://sabq.org/lf1aCd