نشهد حالياً وبكل فخر تقدماً ملحوظاً للمرأة السعودية وإثباتها لنفسها وتميزها علمياً وعملياً في مجالات عدة، أكاديمياً، واجتماعياً، وبحثياً، واقتصادياً.. إلا أن ذلك يأتي ذكره دائماً بذكر أمر آخر غالباً، هو الاحتفاء بأي إنجاز بطريقة مبالَغ فيها جداً: "المرأة السعودية تحقق.. المرأة السعودية تنجز.. المرأة السعودية تصل...!!!".
رغم فخري فعلاً بكل إنجاز يحققه أي مواطن سعودي، سواء رجلاً أو امرأة، إلا أن الاحتفاء والتصفيق المبالغ فيهما لكل إنجازللمرأة السعودية يبعث لي تساؤلاً، هو: هل هناك نظرة دونية تنتقص المرأة، وتجعلنا نحتفي بها وبكل إنجاز يتحقق منها بطريقة كأنها تقول "لا إمكانيات أو قدرات لديها"؛ وبالتالي هذه الإنجازات شيء غير متوقَّع؟
خلق الله المرأة في كامل قدراتها العقلية والإنسانية، وأعطاها من الكفاءة والقدرة ما يجعلها قادرة على الإنجاز والعطاء متى ما أُتيحت لها الفرصة، وبلادنا وحكومتنا ممثلة في خادم الحرمين الشريفين أتاحت لها الإمكانيات، وأعطتها الفرص لإثبات وتحقيق كل إنجاز. إذاً، لماذا هذا التصفيق المبالَغ فيه لكل إنجاز للمرأة السعودية، وكأنها مخلوق "محدود الإمكانيات" أو "معتوه"، وأن ما تحقق شيء غير متوقَّع؟! ألهذا الاحتفاء علاقة بالنظرة الدونية للمرأة؟ أم أن له علاقة بالنظرة الذكورية للمجتمع؟ النظرة التي تقوم على أساس أن الوطن للرجل، والمجتمع للرجل، والحقوق للرجل، والإنجازات للرجل.. وفيما عدا ذلك"بعد درء المفاسد المقدَّم على جلب المصالح"فاللمرأة نصيب فيه.
أهذه النظرة هي السبب في جعلنا نحتفي بكل إنجاز لامرأة سعودية بكثير من الاحتفاء والتمجيد الطويل؟
جميعنا يكرر: المرأة نصف المجتمع، وهي من تربي النصف الآخر؛ لذلك حريٌ بنا أن ننظر لتلك الإنجازات بفخر واستحقاق وعدل، لا بمبالغة وتمايز.
هناء الدهاس
أكاديمية سعودية
http://sabq.org/Be1aCd