حملة لمكافحة العنف ضد المرأة تقوم بها مشكورة مؤسسة خيرية سعودية، تحت شعار "وما خفي كان أعظم".
والعجيب أن الصورة المرفقة مع هذا الشعار هي لامرأة تلبس "البرقع"، ويظهر أثر الضرب أسفل عينها اليسرى.
تهدف الحملة إلى تثقيف المجتمع للحد من العنف ضد المرأة، وكذلك إلى صنع نظام للحماية القانونية للمرأة المعنَّفة.
وإن كنت أتعجب من اختيار صورة المرأة "المبرقعة" للتعبير عن الفكرة فلا أعلم هل المقصود أن دائرة العنف على المرأة "المتسترة" أو "البدوية" هو الغالب، أم أنه تعبير عشوائي؟!
الحديث حول حقوق المرأة في السعودية مؤخراً أصبح يصيبني بحالة من "الاشمئزاز"، ولا أعلم هل السيدات الفاضلات والرجال الأفاضل بدؤوا يشعرون بمثل ما أشعر؟
تضخيم الحالات الفردية، وتحويلها إلى ظاهرة، أصبحا يمارَسَان بطريقة لا تنمُّ عن ذوق ولا احترام للمرأة السعودية.
تسطيح الظواهر العميقة والحقيقية مثل: وضع المرأة في المحاكم، عدم التدخل وسَنّ قوانين حازمة لإنهاء المشاكل الحقيقية للمرأة.. ثم جعل حقوق ثانوية هي الحقوق العميقة وذات الأولوية، ثم الأدهى والأمرّ تحويل الرجل السعودي إلى ذَكَر متوحش، لا يأبه بالمرأة، ولا يعرف حقوقها، ويسعى للنيل منها.. ثم تكبر الدائرة لدى المجتمع بالنكت والمقاطع؛ لتؤكد وتمحو كل ما هو جميل عن الرجل السعودي.
وأظن بعض الرجال بدؤوا يحدِّثون أنفسهم بأن الصراخ حول حقوق المرأة السعودية غير حقيقي، وليس واقعياً..لكن هل من رجل يجرؤ على أن يقول هذا؟!
مجتمعنا بدأ ينضج أو أصبح ناضجاً.. ولا يحق لأي جهة داخلية كانت أو خارجية أن تستمر في إيذاء المرأة السعودية بتسطيح حقوقها الحقيقية، وتعميق حقوقها السطحية، وتعميم الحالات الفردية.
وختاماً:
نقول لمن يقول "ما خفي كان أعظم": بل ما ظهر هو الأعظم!
http://sabq.org/hj1aCd