تُصنع سيارة سعودية!

غراهام بيل هو المخترع البريطاني الأمريكي، الذي قدَّم واحداً من أبرز الاختراعات على مر التاريخ حتى الآن، وهو الهاتف. لم يكن يخطر في بال غراهام أن يخترع هاتفاً، ولم يخطط له؛ فقد كان يعمل في مجال تعليم البكم ومساعدتهم. وفي يوم من الأيام وهو يجرب أحد اختراعاته لمساعدة ضعيفي السمع قام بتوصيل جهاز استقبال في الدور الأرضي وجهاز إرسال في الطابق العلوي، ووصل بينهما بسلك، وطلب من مساعده أن يرفع السماعة عندما يسمع رنين الجرس، وبعد أن رفع المساعد السماعة تكلم بيل وقال: "مرحبا، هل تسمع ما أقول؟". وكانت تلك أول كلمات قيلت عبر الهاتف. ثم تطور من بعدها الهاتف، إلى أن وصل إلى ما بين أيدينا هذه الأيام.
من المقولات الشهيرة لغراهام: لا تمشي على نفس الطريق؛ فإنه يأخذ إلى حيث ذهب الآخرون.
وعلى الرغم من أن لهذه المقولة جانباً إيجابياً، أتفق معه بشكل كبير، وهو أنها تحثنا على الإبداع والتجريب وعمل الجديد، والبعد عن التقليد وتكرار ما عمله الغير، إلا أنني أختلف معها في الوقت نفسه. واختلافي ينبع من منطلق أننا لسنا بحاجة لأن نعيد اختراع العجلة مرة أخرى؛ فكثير من الأمور يمكن أن تتم بأن نستفيد من خبرات وتجارب من سبقونا لا أكثر.

نحن لسنا بحاجة إلى أن نبدأ من الصفر ونحاول اختراع واكتشاف أمر تم من قِبل غيرنا؛ نحن بحاجة في هذه المرحلة إلى أن نتعلم كيف فعل أولئك ما فعلوا، وكيف وصلوا إلى ما وصلوا.

لنتعلم منهم، ولنمش على الطريق الذي ساروا عليه فوصلوا للنجاح والتطور والتقدم في المجالات كافة.

إن ما تم إعلانه قبل أيام من افتتاح أول مصنع للسيارات في السعودية، بالتعاون من شركة إيسوزو اليابانية، لهو خطوة في الطريق الصحيح؛ حيث ننقل ما يعرفه غيرنا وآخر ما توصلوا إليه إلى مجتمعنا. فنبدأ أولى الخطوات في طريق صناعة السيارات، عوضاً عن أن نحاول أن نبدأ من لا شيء، ونخسر الجهد والوقت والمال.

نعم، هي خطوة قد تكون متأخرة نوعاً ما، لكنها خطوة على الطريق الصحيح الذي مشى عليه الآخرون.



http://sabq.org/ha1aCd