الاستراحات وشطَّاف الحمَّام!!

لا أبالغ إذا قلت إنه لا تكاد تخلو استراحة من انعدام أحد متطلبات السلامة الأساسية فيها.. وفي هذا السياق مازلت أتذكر مروري على مجمع لاستراحات في شمال الرياض، وما شاهدته من خلل كبير وفاضح في متطلبات السلامة!! فلم يحلُ لصاحبها وضع أفياش الكهرباء إلا فوق موقد الغاز!! ناهيك عن قذارة الثلاجة وسوء نظافتها، مما قد يسبب التسمم الغذائي، فضلاً على تهالك دورات المياه والأثاث ووساختهما، في دلالة صارخة على عدم وجود رقيب ولا حسيب.

أما عن المسابح في الاستراحات فحدث ولا حرج، فلا عمالة مؤهلة لتشغيلها وصيانتها، ولا ضمان لتطهير المياه يومياً أو قياسٍ لمستوى الكلورين بها، ولا تعلم عن مستوى نظافة الفلاتر، كما أن العديد منها لا يمتلك نظام قفل آمن لمنع الأطفال من الدخول إليها، عدا تصميم المسبح الذي يفتقد لمتطلبات السلامة في العديد من الاستراحات، ليس أقلها وجود زوايا حادة في أطرافه، فضلاً على عدم توفر طوق نجاة بها.

أما توفر السلامة في ألعاب الأطفال بتلك الاستراحات فهي قصة أخرى، فالكثير منها ذو صناعة رديئة لا تتوفر فيها اشتراطات السلامة، فبعضها يمتلك زوايا حادة خطرة للغاية، والآخر منها متهالك قد انتهى عمره الافتراضي، يضاف لذلك الخلل في متطلبات السلامة في ملاعب كرة القدم والطائرة.

أما نظافة وسلامة دورات المياه فهي ليست أولوية في تلك الاستراحات.. فلا تسأل عن نظافة وتهالك الكراسي، ومن الطبيعي أن يستقبلك شطاف الماء متمدداً بكل طوله على أرضية الحمام دون حاملٍ له، هذا إذا وجدت الشطاف!!

ودعوني أقف قليلاً هنا.. فهذا الخلل الواضح في عدم القدرة على إلزام الاستراحات بتأمين "الشطاف" ووضعه بطريقة آمنة يعطينا معياراً واضحاً عن مدى ضعف الرقابة وتدني مستوى الحفاظ على الاشتراطات الصحية في تلك الاستراحات!! فلو توفرت أدنى مستويات الرقابة عليها لما وجدنا هذا الخلل الحرج الذي يمكن تعديله بطريقة سهلة وغير مكلفة، ومن المعلوم أن ذلك الخلل يساعد على نقل أمراض معدية متعددة.

ثم لحظة من فضلكم.. هل شاهد أحدكم طفاية حريق في أي استراحة؟!

بعد ذلك.. متى نجد اهتمام هيئة السياحة بهذا النوع من مواقع الترفيه، ومتى نجد شروطاً واضحة لضمان السلامة في تلك المواقع، ومتى نجد رقابة تحمى أنفسنا وأطفالنا من الارتجالية في إنشاء تلك الاستراحات؟

تساؤلات مهمة بحاجة لتحرك فعال من الجهات المعنية، بما فيها هيئة السياحة والبلديات، أم هل نحتاج لحدوث كارثة حتى نتحرك؟!



http://sabq.org/Hk1aCd