كفاية "كفايات"

ما يسمى باختبار الكفايات – برأيي - لن يتعدى كونه حجر عثرة في طريق كل معلم ومعلمة؛ فالحكم على نجاح المعلم وفشله لا يكون بتلك الطريقة التي وُضعت لهم، بل المقياس الحقيقي لنجاح المعلم أو فشله هو "التدريب الميداني"؛ هناك فقط يتضح من الناجح أو عكسه.

أما مسألة وضع العراقيل في طريق المعلم فهي غير مجدية، ولا تطور أبدًا؛ فهي باعتقاد أغلب من يريد الالتحاق بالتعليم طريقة لتكسير المجاديف.

من المؤلم أن يدرس الطالب "الطالبة" ما بين أربع وخمس سنوات، ويحصل فيها على درجات مرتفعة، ويحقق نجاحًا باهرًا في التدريب الميداني، ثم يوضع أمام كراسة صغيرة، تكون هي بوابة الطريق نحو التعليم؛ فإما أن يتعداها، وإما أن يبقى خلف الكواليس بحسرة سنين عديدة قد مضت.

قانون – باعتقادي – فاشل، وهو في الحقيقة جزء من مسلسل تخبطات الوزارة التي استمرت على مدى السنوات الماضية؛ فمثل هذه القوانين هي السبب وراء احتضار التعليم، وهي التي جعلت التعليم هزيلاً، ولا يقدم الفائدة للمعلم قبل الطالب.
مثل هذه الاختبارات غالبًا ما يكون "النجاح" فيها بالحظ، يعني بالمعنى العامي "شختك بختك".

وتبسيطًا للمعلومة: الاختبارات التي يكون النجاح فيها بالحظ هي في الحقيقة لا فائدة منها؛ فلماذا الإصرار على بقائها رغم أنها أثبتت فشلها من أول تجربتين؟!

وقد كثُر الحديث عن أخطاء الوزارة في الأشهر الأخير، ورغم ذلك لا نرى حلولاً لما نشتكي منه ونبث شكوانا عليه؛ فنحن يهمنا أن يكون التعليم لدينا متطورًا كما هو عند أشقائنا بالجوار على الأقل!

مشوار سنين طوال ما يقارب سبعة عشر عامًا ينتهي باختبار تضليل؛ فإما أن تكون محظوظًا وتجتاز، وإما أن تبقى بلا هوية، ويذهب تعبك هباء منثوراً؛ فباعتقادي أنه وُضع للمردود المالي فقط!! لمسؤولي الوزارة.. بالله عليكم، أي منطق هذا الذي تحكمون به؟!



http://sabq.org/Jg1aCd