نخشى المواجهة عندما نكون ضعفاء في إدارة المدخلات في حياتنا العامة؛ فتجدنا نسأل عنهم، ونستجلب المعلومات من غيرهم، ونتخذ القرارات بناءً على ما تم جمعه من الغير، دون أن نتبيّن من صحة ما جمعنا.
الناس في وصف الحدث ونقل المعلومة على ثلاثة أنواع: "عادل" و"فاسق" و"مدرعم!". لن أتحدث في مقالي هذا عن العادل ولا الفاسق؛ لأن الله سبحانه وتعالى فصَّل فيهما القول بقوله في مُحكم تنزيله: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
أما "المدرعم" فهو داء خطير، وحُمق لا دواء له! أعيى الكثير من حملة الهمّ في المجتمعات! فكل ما يبنونه للأمة يهدمها هو بحروفه الارتجالية، وآرائه الغوغائية، ونصائحه اللامنطقية؛ فهو يحكم من سطحية عقليته، وسلاطة لسانه، وحبه للصعود على أكتاف الناجحين؛ فيبرر الكثير من عثرات حياته عندما يسرد قصص الناجحين، ثم يختمها بوجهات نظره الفاسدة، مبيناً أن النجاح لم يكن حقاً لهم؛ لأنه يعرف عنهم أكثر مما يعرف الناس منهم!
"المدرعم" يا سادة يتقن فن الحديث عن الناس، والمسامع العامة تتأثر "فلا دخان من دون نار"؛ فمن السهل أن ينسف ما صنعته في سنين برأيه البسيط؛ لأننا مجتمعات تسمع عنك أكثر مما تسمع منك!
"المدرعمون" موجودون في كل وسائل التواصل، فقط اطلب منهم الرأي ستجد الآلاف مستعدين للحديث ومشاركتك الرأي والقرار.
باختصار..
الحياة أجمل عندما تصنعها بمقاديرها الحقيقية، فقط كلف نفسك عناء البحث عن المصدر لا عمن يحكم على المصدر، واسمع منه قبل أن تسمع عنه؛ لتحكم بالعدل والحكمة والإنصاف.
http://sabq.org/Df1aCd
الإهداءات
المواضيع المتشابهه
"يا مدرعم" اسمع مني لا عني!
العرض العادي
