فوجئ الطالب عبدالله سالم آل مزروع بحجب نتيجة المرحلة الثانية في اختبار القدرات من خلال رسالة إلكترونية، بعثها إليه المركز الوطني للقياس والتقويم؛ بحجة أن هناك تبايناً في نتيجة الاختبارَيْن الأول، الذي حصل فيه على نتيجة "72 درجة"، والثاني الذي حقق فيه درجة فوق الثمانين، وحينما استفسر والده عن الأسباب التي أدت إلى ذلك ودوافع ومبررات الحجب أفادوه عبر اتصال بأن هناك فارقاً كبيراً في الدرجات التي حققها ابنه..!!
إلى هنا يتضح أن ثمة غموضاً في نظام المركز الوطني للقياس والتقويم؛ فالطالب دخل اختبار المرحلة الأولى وهو حديث عهد بمثل هذا النوع من الاختبار والظروف المحيطة به؛ ومع ذلك حاول أن يطوِّر من قدراته ومداركه ومستواه بالاطلاع والمتابعة تحسباً للاختبار الثاني، واستعداداً للوصول لنسبة مرتفعة..!!
وقد تحقَّق له ما أراد بعد أن استطاع تحقيق درجات أعلى بكثير من الاختبار الأول، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن يتم رصد مثل هذه النتيجة له في سجله حتى آخر اختبار يدخله، ومن ثم ينظر للنتيجة الأعلى من بين كل النتائج اللاحقة للاعتماد..!!
لكن ذلك لم يحدث له؛ حيث قرروا إعادة اختباره ذي النتيجة الأعلى، وكأنهم يريدون منه تحقيق نتيجة أقل؛ ما يفقد مثل هذا النوع من الاختبارات أهميته وجدواه، وإلا لما تم حجب النتيجة الثانية له من الأساس؛ إذ لا تفسير يقود لغير ذلك..!!
مثل "عبدالله" الكثير من الطلاب الذين فوجئوا بهذا النظام الأقرب للمتذبذب وغير الواضح، والأهم غير المنطقي البتة؛ فحين يحقق الطالب درجات أقل في المرحلة الأولى وأكبر منها في المرحلة الثانية يُعاد له الاختبار، أما إن حقَّق نسبة أقل من الأولى فيتم اعتماد ذلك، في تناقض واضح للهدف الحقيقي من دخول المراحل المقبلة للاختبارات..!!
بمعنى أنه طالما أن التركيز على تحقيق النتيجة الأقل فلماذا تكون هناك اختبارات لاحقة ومراحل أخرى؟ أليس من المنطقي أن يقتصر الاختبار على مرحلة واحدة فقط و"ينتهي الموضوع من بدري"؟.. ثم لماذا لا يكون هناك توضيح من البداية لطريقة احتساب النتائج والكيفية التي يتم على ضوئها دخول الطلاب اختبار القياس..؟!!
بإيجاز: بطل موضوعنا اليوم "عبدالله" حرَّك المياه الراكدة لبعض قوانين التعليم وأنظمة القبول في الجامعات، التي تحتاج لإعادة بنودها التي لا تتماشى مع المنطق والواقع، ومن بينها نظام المركز الوطني فيما يتعلق برصد الدرجات في اختبار القياس والتقويم؛ فبدلاً من تشجيع الطلاب أصحاب النسب المرتفعة في مراحل الاختبار الثانية باعتماد نتائجهم نجدهم يقفون في طريقهم؛ بحجب النتيجة بحجة التباين الكبير والتغير للأفضل بمعدل مرتفع إلى مرتفع جداً.. فهل المطلوب أن يحاول الطالب عدم الارتقاء بمستواه في المراحل الأخيرة طالما لا يتم اعتماد النتائج الأكبر؟!!
http://sabq.org/5a1aCd