طالعتنا بعض وسائل الإعلام في الأيام الماضية بأخبار هروب الفتيات من أسرهن. ورغم أن ذلك لم يصل إلى الظاهرة لكنه مقلق، والخوف أن تتفشى هذه الأمور في مجتمعنا المحافظ.
لم نكن نسمع بمثل هذه الأخبار قبل عقود من الزمن، لكن مع انتشار وسائل الاتصال المختلفة سهل الطريق أمام الشباب والفتيات للتواصل، وتمكن بعض الشباب من أن يغرر بالفتاة للخروج معه، وما إن تقتنع الفتاة بالخروج وتجد الفرصة مواتية متى ما أرادت سهُل عليها ارتكاب الأخطاء، فإذا وقعت في المحذور بدأت تندب حظها وتندم على فعلتها، لكن بعد فوات الأوان.
ومن الشباب من نُزعت منه الرحمة، فبعد أن يعاهد ويعد الضحية لتطمئن ينكث بتلك الوعود من أول خروج معه، فتفقد الفتاة أغلى ما تملك، ثم تنجرف في عالم الرذيلة الذي تجد فيه المتعة المؤقتة والدمار الدائم.
إننا إذا بحثنا عن الأسباب التي تجعل الفتاة تسلك مسالك الرذيلة نجد من أهمها ضعف الوازع الديني، ثم نقص الرعاية من الأهل، وإعطاء الفتاة الحرية الكاملة في اختيار صديقاتها والحديث في الهاتف وعبر وسائل الاتصال دون رقابة أو متابعة من والدتها، التي هي أكثر التصاقاً بها.
بعد ذلك يأتي سبب مهم جداً، هو الذي أدى بالفتيات إلى هذا المسلك، ألا وهو حرية الخروج من المنزل، سواء مع السائق أو الزميلات، وهذا أعطاها الفرصة الكاملة للذهاب مع من تريد إلى ما تريد، فتخرج من جو المنزل المغلق إلى جو الانفتاح والحرية، فتشعر بنشوة وراحة نفسية دون أن تعلم أن تلك الراحة سيحل بعدها عذاب دائم، يؤدي إلى عوامل نفسية، تبقى معها طوال حياتها.
إن الفواجع التي نسمعها ونقرأ عنها من فتاة مقتولة، وأخرى تغيبت عن أسرتها لأشهر، وثالثة تتصل الهيئة بأهلها للحضور لاستلامها من مركز الشرطة، ورابعة يكشف أمرها في خلوة غير شرعية مع زميلها في العمل، وغير ذلك، يجعلنا نطالب بإعادة النظر في كثير من العادات الدخيلة على مجتمعنا، وتطبيق العقوبات الرادعة.
وقد طالبتُ في مقالة سابقة في هذه الصحيفة بأن يشمل العقاب الذكر والأنثى؛ حتى يكون الرادع مؤثراً على الاثنين معاً، أما أن يُعاقب طرف ويُترك الطرف الآخر فإن ذلك سيؤدي إلى تكرار التجربة طالما أن الستر موجود!
http://sabq.org/Pi1aCd