طاقات مهدرة وفراغ قاتل!

فراغ كبير يعانيه الشباب والفتيات بشكل عام، ويظهر بصورة أكبر خلال الإجازات الرسمية، وإذا أخذنا في عين الاعتبار أن شريحة الشباب تزيد عن الثلثين من إجمالي عدد سكان المملكة، فإنا نتحدث عن قضية تهم الوطن بأكمله، ذلك أن المشكلة تمس فئة مهمة يعوّل عليها كثيرا في بناء المجتمع وتقدمه في كافة المجالات.

وقد أظهرت دراسة أجراها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام في خمس عشرة مدينة بالمملكة أن 24,2 % من الذكور و15,3 % من الإناث لديهم وقت فراغ من 7 إلى 12 ساعة يومياً، بينما ترتفع النسبة لتصل إلى 43,2% من الذكور و36,9% من الإناث لديهم وقت فراغ يومي من 4 إلى 6 ساعات، وهذا معناه أن نسبة كبيرة من الشباب والفتيات يعانون فراغاً يشغل حيزاً كبيراً من أوقاتهم.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن هذه النسبة ترتفع عند غير المتزوجين عن المتزوجين من الشباب والفتيات، إذ بلغت نسبة غير المتزوجين 40,8% لديهم فراغ يصل إلى 6 ساعات يوميا يقابلها 38% من المتزوجين، و22% يصل وقت الفراغ لديهم إلى 12 ساعة يوميا يقابلها 13,4% من المتزوجين.

واشتملت الدراسة على العديد من التفصيلات حول نوعية المهن التي يشكو أصحابها من الفراغ وتوزعها في مناطق ومدن المملكة، وكشفت قلة الأماكن التي يمكن للشباب ارتيادها لقضاء وقت الفراغ.

وبرغم قلة العينة التي أجريت عليها الدراسة إذ بلغت 3150 شخصاً وهو عدد قليل بالنسبة لحجم شريحة الشباب في المملكة، إلا أن ذلك يعطي مؤشرا على أهمية النظر في شغل أوقات الشباب واستثمارها بما يبني شخصياتهم ويعود على وطنهم بالخير والفائدة، وفي ظني أن هذا يحتاج إلى وقفة متأنية لمراجعة برامجنا الاجتماعية والثقافية على مستوى الأسرة والمجتمع.

كما أن على مؤسساتنا التربوية دور كبير في تطوير المراكز الصيفية التي تنفذها في كافة مناطق ومدن المملكة لاستقطاب الشباب وتوجيه نشاطهم وتنمية وصقل مواهبهم، وعلى مؤسسات المجتمع المدني كذلك دور كبير ومسؤولية وطنية في دعم هذه المراكز وتقديم أنشطة وبرامج مجانية أو برسوم مخفضة عبر اتفاقيات وبرامج شراكة مع الوزارات المعنية لتقديم برامج تدريبية كدورات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والأعمال المهنية المتعددة.

ويتعين على الرئاسة العامة لرعاية الشباب والأمانات والبلديات وهيئة السياحة ومراكز الأحياء وكافة الجهات الرسمية والمدنية المعنية مسؤولية كبيرة في توفير الأماكن العامة وتهيئتها ليجد الشباب متنفسا ملائما يقضون فيه أوقات فراغهم، وتجنيبهم كثير من المشكلات الاجتماعية والصحية جراء الألعاب الإلكترونية التي يقضون جل وقتهم في ممارستها، وكذلك تجنيبهم من يحاول استغلال الفراغ الذي يعانونه للتأثير عليهم فكريا وسلوكيا، والأهم من ذلك توفير فرص عمل ملائمة لمن يبحث عن وظيفة يسهم من خلالها في بناء وطنه.

تأمل:

لفاروق جويدة:

عيناك بحر النور

يحملني إلى

زمنٍ نقي القلب

مجنون الخيال

عيناك إبحار

وعودة غائب

عيناك توبة عابد

وقفت تصارع وحدها

شبح الضلال



http://sabq.org/rl1aCd