عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 11-10-2012, 08:39 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مراقب عام

إحصائية العضو






راعي الكيف is on a distinguished road

 

راعي الكيف غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي شاحنة الغاز وما خلفته من ألغاز؟

حادثة شاحنة الغاز التي هزت شرق رياضنا الآمن كشفت أموراً عديدة، تحدَّث عنها الكثير من الكتّاب، وبقي بعضها شبيهاً بالألغاز، تحيِّر كل من قرأ ومن سمع ومن رأى ذلك الحادث المؤسف.

ومن ذلك حب الاستطلاع الشديد لدى كثير من المواطنين، الذي تجاوز حده، حتى أصبح ضرباً من "اللقافة". حب الاستطلاع فطرة لدى كل إنسان، يستزيد منه من المعارف، وينمي به المدارك.. لكنه إذا زاد عن حده تحول إلى فضول ممقوت، وتطبُّع مذموم. هذا الفضول تجده نشطاً عند أولئك الذين يحبون الشائعات، وهم مصدرها "وما آفة الأخبار إلا رواتها"، فمن قائل إنه شاهد طائرة ركاب هوت بركابها قرب الاستاد الرياضي، وآخر ذكر أن إطلاق نار كثيفاً وتطويقاً للمنطقة حدث، وإذا الأحداث تكشف جرأة البعض على اختلاق المزاعم!
وكم حذَّرت وزارة الداخلية عموماً، والجهات المسؤولة بالمرور والدفاع المدني خصوصاً، من التجمهر عند وقوع الحوادث المرورية حفاظاً على أرواح وممتلكات الآخرين، وكذلك سلامة الفضوليين أنفسهم، مع إتاحة الفرصة للمختصين لتقديم العون والمساعدة للمصابين، لكن "لا حياة لمن تنادي".

ومن العجيب أن وسائل الإعلام الجديد تكفلت بنقل أخبار مصوَّرة ومحدثة وعاجلة، خاصة الموثوق بها، إلا أن الفضول العجيب لدى بعض الناس يأبى الصبر، ولا يعترف بقول الشاعر:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا *** ويأتيك بالأنباء من لم تزود
ومن ألغاز شاحنة الغاز ذلك الخلل الهائل في التربية المنزلية والمدرسية الذي أنتج أولئك "النهابة" الذين أظهرتهم مقاطع اليوتيوب وهم يتكالبون على أنقاض الشركة المنكوبة من جراء الحادث، ويدعو بعضهم بعضاً سراعاً (كأنهم إلى نُصب يوفضون)، ولو كان بمقدورهم حَمْل المعدات الثقيلة لسارعوا إلى حملها، وغاب عنهم، أو لم يسمعوا ويقرؤوا ما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خطبة حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

ومن تلك الألغاز قساوة قلوب بعض الناس، وكانوا كثراً، وذلك بعدم اعتبارهم بالموت، وكفى به عظة وعِبْرة عند من كان له قلب.. فحال الموقف تجعل المرء يزهد في الدنيا، ويتذكر الآخرة؛ فلا يدري المرء إذا خرج من بيته هل له من رجوع إليه، ولكن المشهد اللغز هو عدم اكتراث أولئك بما شاهدوه من جثث متفحمة وأشلاء متناثرة ودماء مسالة، بل تجاوزوا ذلك وسعوا سعي الضباع المسعورة نحو الشركة المنكوبة للحصول على جوال أو قلم أو ساعة أحد الضحايا تحت الأنقاض!! وقد حاولتُ أن أكذِّب سمعي عندما سمعتُ أحدهم ينادي "الخزنة تحت يا شباب"، وظننت بادئ الأمر أن اعتلاء الحاضرين كان للبحث عن ضحايا أو ناجين تحت الأنقاض ومد يد العون لهم.

إن البيوت التي أخرجت مثل هذه الضباع تتحمل المسؤولية أمام الله؛ لأن جنايتهم تتعدى الشركة المنكوبة إلى سمعة المجتمع السعودي وقِيم الدين وشيم العرب وطبائع النفس البشرية السوية..

وعلى المعلمين في كل مراحل التعليم مسؤولية تقويم خُلُق الطلاب صغاراً كانوا أم كباراً؛ فالصورة بائسة لكل من اطلع على ما جرى بموقع الحادث، نسأل الله الهداية للجميع.





http://sabq.org/hX0aCd







رد مع اقتباس