وجَّه الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية، بمنع أشكال التهاني، التي عادة ما تملأ الصحف بعد تعيين مسؤول في منصبه، وهذا جزء مهم من شخصية الأمير محمد، الذي يركز على العمل والنتيجة المتوخاة لخدمة الدين ثم المليك والوطن.

وقد عُرف عن الأمير دماثة خلقه، ورحابة صدره، وابتسامته وبشاشته، وتواضعه، وحسن تعامله مع المراجعين، غير استقباله الطيب للمواطنين.

وقد جاء الإرهاب بوصفه أكبر تحدٍّ للوطن؛ فوقف بصلابة وشجاعة وصدق مدعَّماً بتوجيهات ولاة الأمر وتجربة التتلمذ في مدرسة والده الأمير نايف - رحمه الله - وعمه الأمير أحمد - حفظه الله - فكان النجاح واضحاً في أن محاربة السعودية الإرهاب نيابة عن العالم، وجمع في أسلوب الحرب على الإرهاب بين الحكمة والإنسانية والحزم، عبر برامج المناصحة الفريد في عمله، والأخذ بيد الموقوفين ومناصحتهم، والاهتمام بأُسرهم، وإصلاحهم ما أمكن ذلك، بل إنه تعرض لمحاولات اغتيال عدة؛ بسبب حزمه في الحرب على الإرهاب، كما تابع معتقلي جوانتانامو حتى عادوا إلى أرض الوطن، وكان بنفسه يتصل ويبشر الأهالي بوصول أبنائهم، مع الحرص على إدماجهم في المجتمع، والعناية بأسرهم طيلة فترة اعتقالهم.

وفي وقت محاربة الإرهاب تجنب الظهور الإعلامي، وكان أشهر الإعلاميين العالميين حريصاً على الظفر بمقابلة أو تصريح منه، فكان يؤمن بأن العمل هو الذي ينبغي أن يتحدث عن نفسه، وبدأ بفكرة المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية؛ حيث كانت الوزارة سباقة بالشفافية وإظهار الحقائق، ولا تزال.

واهتم الأمير محمد بشهداء الواجب وأسرهم، وحرص على مواساتهم بالحضور والصلاة عليهم ومساندتهم مادياً ومعنوياً.

أما عن العمل فهو جاد وحازم ومنضبط، يتوخى العدل وتطوير العمل التقني والإداري، ويشجع الجادين، ويمنحهم الفرصة، ويمضي الساعات الطوال من أجل القيام بالواجب.

كما حرص سموه على تحقيق مبدأ العدالة في معاهد ومؤسسات التدريب في وزارة الداخلية وقطاعاتها، وكلية الملك فهد الأمنية، وذلك باحترام الأنظمة وتحقيق مبادئ العدل في إجراءات القبول، وهو كذلك فيما يتعلق بالموظفين وحوافزهم ومكافآتهم وترقياتهم.

ومن هنا فإن المواطن والمقيم بحاجة إلى توقع الكثير من النجاح والتميز، ومواصلة مسيرة الأمن لهذا الوطن المعطاء، والتعاون مع وزارة الداخلية لما فيه الصالح العام، وهو ما أثبته الواقع حينما كان المواطن والمقيم خير معين وداعم لوزارة الداخلية في عملها.



http://sabq.org/DX0aCd