بالتأكيد في هذا المستشفى العظيم لقي حتفه الدكتور عدنان جمجموم المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، ولا أحد سأل سؤالاً واحداً عن الموضوع.

الدكتور طارق الجهني هو الآخر لقي حتفه في المستشفى الرائع نفسه نتيجة جرعة تخدير، تسببت بها طبيبة زائرة لزوجها العامل في المستشفى، وشغلوها الشباب حج وبيع مسابح وجابت خبر الراجل، لا ورحّلوها، لاحظوا مثلما عملوا مع حالة الطفل ابن جميل رحمه الله. إذاً، المسألة مزمنة، لا ومعتاد عليها الشباب في إدارة "هالمشفى" المحترم على أساليب اللف والدوران وتمييع الأمور والتغطية على "بلاويهم"، وليس هناك أحد يحاسب في الشؤون الصحية، وهذا بيت القصيد.

والمسألة تبدو أكثر سوداوية وبؤساً عندما تنظر إليها على الخارطة الوطنية صحياً؛ فمنطقة مكة المكرمة تتصدَّر بامتياز القائمة الشرفية للفتك بالمواطنين في القطاع الخاص، وهو ما يأخذنا بالتالي لمسألة الطبيعة الحميمية التي تربط جهاز الصحة في المنطقة برأسماليين، يجودون بما أفاء الله عليهم من جيوب مواطني ووافدي البلد كلما طلب منهم المسؤول تبرعات، أو سمِّها إعانات، للخدمات الصحية "لاحظوا في بلد نفطي ليس بحاجة إلى القطاع التجاري وموازنته تناهز الـ65 مليار ريال سنوياً" في ظل منظومة هذه المصالح المتبادلة والمثبت عيّنة منها لدى أجهزة رقابية إدارية أمنية في منطقة مكة المكرمة، ويحقَّق فيها.. ألا يحق لخلق الله الخوف على حياتهم من هؤلاء المسؤولين، ممن ضيّعوا الأمانة، وفرطوا في حياة خلق الله؛ بسبب المال بكل أسف؟.. غداً أكمل.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.



http://sabq.org/JY0aCd