تعليقات القُرَّاء الكرام على مقالة الأمس فضحت لي سوء فَهْم مخيف لفكرة المقالة لدى الغالب الأعم منهم، على الرغم من أنني كنتُ واضحاً كل الوضوح في التعريض بوزارة العمل، وقِصَر نظرها في التعاطي مع ملف "العطالة" وبرنامج حافز والعمالة الوافدة..

أنا بالتأكيد مع حافز، لكن ليس بالشكل والقالب والأسلوب الذي طُرح به في المجتمع.. أنا مع حلول بعيدة المدى لمشكلة البطالة، ولست مع مجرد إعانة شهرية، تُصرف للمستفيد بلا أية تهيئة أو تدريب أو ارتباط ببرامج عمل منتهية بالتوظيف.. أنا مع حد أدنى من الأجور لليد العاملة الوطنية، حتى وإن كان على حساب الأرباح المتعاظمة لأكبر مائة شركة في البلد.. يبدو لي - والله أعلم - أن القراء والقارئات الكرام انساقوا وراء العنوان، ولم يقرؤوا المقالة؛ وهذه ليس لي يدٌ ولا رأس فيها..

في المقالة تساءلت عن غياب التخطيط القابل للتطبيق والبرامج العملية المنتهية بالتشغيل، وليس كما هو حاصل الآن بمجرد جمع والتقاط وظائف "لف ورق عنب" وحراسات أمنية وبائعات في محال "هدوم".. يا ناس، خطابي لمعالي الوزير فحواه بالمجمل يقول: حافز بوضعه الراهن لا يخدم البلد، ولا المواطن.. وحافز لا بد من أن يكون جملة برامج فنية، تقنية، إدارية، تنفيذية.. بمدد زمنية تؤهل المتدرب/ المتدربة؛ للعمل مباشرة بمجرد اجتيازها..
أنا - يا سادة يا كرام - مع حافز باشتراطات تصبُّ في أدمغة أبناء وبنات البلد، وتُنتج خدمات وسلعاً يحتاج إليها سوق العمل..

يا سادة يا كرام، أنا طالبت معالي الوزير هنا بأن يبرز لنا إن كان لديه خارطة طريق "برنامج عمل أو استراتيجية"، تضع النقاط فوق الحروف على ملف "العطالة" هذا، الذي يكبر كل يوم ككرة الجليد، ولستُ - كما تصوَّر البعض - أعيش في برج عاجٍ ولا أكترث لما يحدث لأبناء وبنات وطني..

معاشر الأحبة، أنا أريد من معالي الوزير أن يكون شفافاً، ويكشف لنا - نحن الرأي العام والحكومة - ماذا لديه في ملف "العطالة" المؤرق هذا؛ فقط لتطمئن أفئدتنا لغد أفضل لجيل شاب يضج بالحيوية، وقادم من جامعات الخارج والداخل بالألوف؛ ولا بد من تحقيق ذاته بوظائف تحقِّق ذاته، وتحفظ كرامته، وتحافظ على توازنات مجتمعنا الطبيعية..

أتمنى أن أكون قد وضَّحت فكرتي، وألا أعود لموضوع كهذا إلا في أضيق نطاق..
ولله الأمر من قبل ومن بعد.



http://sabq.org/JZ0aCd