يعلق المجتمع السعودي آمالاً كبيرة على أرقام الميزانية، التي - ولله الحمد والمنة - في كل عام تحقق أرقاماً قياسية في عهد ملكينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، الذي يوصي في كل مرة تُعلن فيها الميزانية الوزراء والمسؤولين بالتماس وتحقيق ما يطلبه المواطن وما يصب في مصلحته؛ لتبقى الكرة في ملعب الوزارات، ومن أهمها المالية في البذل.

ولعل هناك من تحدث قبلي حول أهمية الاستفادة من هذا التفوُّق والانتعاش الاقتصادي، من حيث وضع استراتيجيات بعيدة المدى؛ لتكتمل البنية التحتية والأساسية في أنحاء محافظات السعودية؛ فقد لا تتكرر هذه الأرقام القياسية في الموازنة، وقد لا تزيد على ما هي عليه الآن، ولكن عدد السكان ومطالبهم في ازدياد مستمر.

فلا تزال الكثير من الإدارات الحكومية والمدارس والكليات في كثير من المحافظات في مبانٍ مستأجرة، بل إن شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والسفلتة وشبكات الاتصالات الأرضية وبعض الشبكات اللاسلكية شبه منعدمة في عدد من الأحياء السكنية في عدد كبير من المحافظات.

كما أن إنشاء وسائل النقل العام بات أمراً مهماً في الوقت الراهن، كإنشاء شبكة قطارات تربط بين محافظات السعودية، وشبكات "مترو" في المناطق المركزية في المدن الرئيسية، وتطوير خدمة التنقل عبر الباصات سفراً وداخل المدن، وأيضاً توسيع وتأمين الطرق بين المحافظات، وخصوصاً الطرق السريعةذات المسار الواحد، التي تعبرها الإبل ليل نهار؛ ما أودى بأرواح الكثير.

ولا ننسى الحاجة إلى تجهيز مدارس ومستشفيات جديدة؛ لكي تستوعب أحفادنا، ولعل الوزارات تنتقل من سد العجز إلى بناء مستقبل وزاراتها والمستفيدين منها "فما كل يوم عجة ولقيط"، أي ما كل عام هناك موازنة كموازنة هذا العام، وبعدد سكان مناسب يمكن تلبية جميع احتياجاته الأساسية.

** كما أن هناك بعض الأمور التي تمس المواطن، وتصب في صالحه، كصرف بدل السكن للموظفين، ومكافحة الغلاء، وتوفير الوظائف للخريجين والخريجات القدامى والحدثاء، وأيضاً توفير وتجهيز وظائف لأكثر من 120 ألف طالب وطالبة من المبتعثين خارج السعودية، سيعودون قريباً؛ لينضموا إلى طوابير الباحثين عن العمل.



http://sabq.org/lb1aCd