مع كل ظاهرة تقنية تجتاح مجتمعنا يُصاحبها عادات وسلوكيات سيئة وغير مُنضبطة من بعض الشباب خاصة، وآخر تلك التقليعات لمواكبة التسارع التقني الذي نعيشه ظاهرة الـ "بي بي" أو كمختصر سريع عند النطق "بِنْ نِكْ" أو "بِنْ نَكْ"!!

ظاهرة الـ "بي بي" وأعطيني "بِن نِكْ" تنامت وانتشرت بشكل عجيب وغريب في مجتمعنا حتى وصلت لدور التربية والتعليم؛ فهذه إحدى المعلمات في المرحلة الابتدائية تقول إن طالباتها في الصف الخامس حينما رأوا جوالها البلاك بيري قالوا لها "يا أبله أعطينا بِن نِكْ" فقالت لهن: "لم أفَعِّل الخدمة"، وطبعاً لم يصدقنها، ومع ذلك تمادين في سؤالها: "طيب عطينا رقمك حتى نجعلك معنا في قروب الواتس!!" فقالت لهُنَّ: "ليس لديّ واتس"!! وهي لم ترد إعطاءهن رقمها؛ لما لا يخفى من تسرب الأرقام من أذية.. إلخ!!

ظاهرة "عَطيني بِنْ نِكْ" لم تقتصر على الطلاب والطالبات، بل امتدت إلى الحدائق والمنتزهات، فتعمد الشباب وضع "بِنْ" كل منهم عند مداخلها، وفي كل ركنٍ منها بأشكالٍ وألوانٍ مُختلفة؛ لعل إحدى البنات تتعطف على أحدهما وتأخذه وتتواصل معه!! حتى عند مبنى دورات المياه ـ أكرمكم الله ـ على اليمين والشمال للداخل والخارج منها، بشكلٍ مُقزز!!

وخِتاماً.. بطبيعة الحال، تلك التصرفات تصدر من بعض الشباب، ممن هم يعيشون كيفما اتفقوا!! ولم يجدوا من يردعهم أو يُوعيهم بخطأ تصرفاتهم، وبأنه لا يليق بأبناء بلاد الحرمين تلك التصرفات، التي تثبت لنا عند ظهور أي تقنية أن التطوُّر التقني الذي نعيشه أحياناً يكونُ وبالاً علينا!! تُرى.. مَنْ المسؤول عن ذلك؟! هل هي المؤسسات التعليمية أم انعدام التربية والتوجيه لدى كثير من الأُسر مع الأسف، أم تساهل المجتمع في إنكار مثل تلك التصرفات؟! الحقيقة هي مسؤولية مُشتركة من الجميع. والله الموفِّق لكل خيرٍ سبحانه.



http://sabq.org/Tc1aCd