عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 02-08-2013, 02:06 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية بتال بن جزاء

إحصائية العضو






بتال بن جزاء is on a distinguished road

 

بتال بن جزاء غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي الإسلام بين اللحية والعقال!!

دخلتُ وهو يقول "قد قامت الصلاة.. قد قامت الصلاة" في صبيحة يوم خميس، الناس فيها مرهقون ومجهدون من يوم الأربعاء، الذي يحبه "الكشات" والكادحون في أعمالهم.

تقدمتُ قليلاً إلى طرف الصف الأول، رمقتُ ببصري نحو روضة الصف فلم أرَ الإمام الراتب؛ حيث يقف مكانه شاب جسيم كث اللحية حاسر الرأس، يرتدي فانيلة برتقالية اللون مردفاً إياها بجينز، لكنه ليس بذاك الضيق، ولا ذاك الاتساع، وكل الصف بلباسهم المعروف، ومن بينهم طلبة علم وملتحون أيضاً، ولكن ليس هذا غريباً؛ الغريب أنه بعد انتهاء المؤذن رجع إلى الخلف، وقدَّمه للصلاة بكل اطمئنان، ولم يُتعب نفسه بالنظر إلى من يخلف الإمام من ذوي الهيئة الحسنة.

حينها تضجر البعض؛ كيف يصلي بنا شخص بهذه الحالة، ولاسيما أن المسجد معروف، وفي حي مرموق، ويرتاده كثير من الناس؟

أما أنا فلم يدهشني شيء غير جرأته في التقدم بهذا اللبس مع وجود أناس لهم ثقلهم الاجتماعي، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى..
المفاجأة..!

لما كبَّر بنا تكبيرة الإحرام، واستفتح في صلاته بالفاتحة، حينها هدأت أنفاس المتضجرين، وانسكبت الطمأنينة على نفوس المتعجبين، ولفت السمع إليه حتى أنه لا يرتد طرفه إلا مع وقفاته! فكأنما يسقي أسماعنا شهداً.
الحقيقة، مازالت تلك الصلاة ترن في أذني، وإن كانت قبل سنوات؛ حيث قرأ بنا بسورة "الطور" كاملة فلم نشعر بها؛ كانت ممزوجة بتراتيل عابقة مع خشوعه الذي لم يلبث المسجد إلا وفاض بقلوب حركها الإيمان، وأجهش بعضهم بالبكاء والنحيب. ولو جهر بعضهم بعد الصلاة برأيه لقال له البس ما شئت، وتقدم بنا متى شئت.
وقفات:-
• عندما يمر من أمامك من لا تجد فيه علامات الاستقامة، ولكنك تجد في طيات قلبه حباً عظيماً للدين وحفاظاً على أركانه المعلومة بالضرورة، فلا تحتقره؛ فإن كنت تنظر إلى لباسه و"جلاسه" وما ظهر منه مما لا يعجبك أو لا تتقبله فتذكر أن الله - عز وجل – "لا ينظر إلى صوركم ولا أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم"، فقدر لنفسك قدرها، ورحم الله من عرف قدر نفسه.

• حينما نرى بعض الصالحين لبس العقال، أو لبس غيره مما لم يُعهد عليه، فلماذا تتجه إليه أصابع الاتهام وكأنه واقع محرماً أو اقترف أمراً استحق عليه ذلك الاتهام؟؟ لتعلم أن هؤلاء الصالحين يحملون بين كيانهم غريزة كغيرهم؛ لأنهم بشر؛ يحبون المال كغيرهم؛ لأنهم بشر؛ يفتر إيمانهم أحياناً؛ لأنهم بشر؛ يمر بهم ما يمر بغيرهم من فطرة البشرية.. إلا أنهم يجاهدون أنفسهم، ويحاسبون أعمالهم، وهم لا يملكون العصمة؛ فلا تشمتوا كثيراً؛ فالزمان دول، والدنيا سجال، وكم من شامت وقع في يوم ما فيما كان به يشمت.

• نمر في هذا الزمن بنوع من هوس التصنيف، شيء عجيب حل بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، لا أعلم لِمَ هذا الأمر الذي استفحل داؤه، واستشرى خطره؟ فهكذا هو حالنا في الأمور الفكرية والطائفية التي تفرق الصفوف والوحدة الاجتماعية التي أتى الإسلام بتعزيزها، ورتب عليها فضائل حميدة، وحرم ما يدعو إلى الشقاق والاختلاف الذي يسلخ في جسد الأمة كالخروج عن الجماعة دون وجه حق، والشذوذ عنها لأسباب شخصية.

وأعتقد أن قصعة "عزة" الأمة أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض.



http://sabq.org/Dd1aCd







التوقيع

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

رد مع اقتباس