كنت أظن أن أحد أهداف هيئة الاتصالات هو حماية المواطن فيما يخص الاتصالات والمعلومات, والسعي لتوفير هذه الخدمات بشكل مناسب. لكن بعد أن تم حجب خدمات تطبيق (فايبر) والحديث عن أن هناك برامج أخرى سيتم حجبها، منها برنامج المراسلات (واتس أب) قمت بزيارة صفحة الهيئة على الإنترنت. وبحثت عن أهدافهم لكنني لم أجدها ولحسن الحظ وجدت أن لديهم رؤية ورسالة. العجيب أنني لم أجد أي إشارة تتعلق (بالمواطن)!

وجدت أن الرؤية لديهم تمثل في (توفر خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات في جميع أنحاء المملكة بجودة عالية وأسعار مناسبة) أي أنها تركز على الجودة والسعر المنافس. لم أستطع أن أربط بين رؤيتهم وعملهم على حجب تلك الخدمات، إلا أن يكون السعر المنافس في مفهومهم هو السعر المرتفع بحيث لا يسمحون بتوفير خدمات اتصالات مجانية كما هو الحاصل في بقية دول العالم المتحضر!

وبالنظر إلى رسالتهم وجدتهم يسعون إلى (توفير بيئة تنظيمية عادلة مبنية على الوضوح والشفافية لتحفيز المنافسة، وحماية الصالح العام، وحقوق جميع الأطراف). فعجز فهمي القاصر عن استيعاب معنى (الوضوح والشفافية) الذي يعنون، وكيف أربط بينه وبين عدم إفصاحهم عن أي سبب مقنع يدعوهم لحجب تلك البرامج. توقفت كثيراً عند جملة (حماية الصالح العام)، ما يتبادر لذهن أي منا عند قراءة هذه الجملة هو أن المواطن جزء من هذا الصالح العام الذي يستحق الحماية لا الحظر والإجبار على عدم استخدام برامج تقدم خدمات مسموح بها في أغلب، إن لم يكن كل، دول العالم. وإلزامه بالعودة لاستخدام تقنية قديمة وبمبلغ مالي!



http://sabq.org/Jk1aCd